شجرة العائلة

"لمة العيلة" , "بيت العيلة" .. كلمات ثقيلة فى النطق وفى المعنى. ولكن لا أحد ينكر لذتها فى النفوس. ياترى كام واحد فينا مازال يستخدم هذه الكلمات ولو حتى على فترات متباعدة.

لن أتكلم عن لمة جميع الأقارب فى بيت العائلة ولعب الأطفال هناك وتحضير الطعام وتناوله ومبادلة الأحاديث ومعرفة أخبار بعضهما البعض لأن هذا الآن أصبح ذكرى من الماضى يتذكرها من عاشها ويراها آخرين على شاشة التلفاز.

ولكنى سأتحدث عن " زيارة الأقارب" التى قليلاً ما تتم والذى نتج عنه عدم وجود وِد وصلة قوية بين أبناء العم مثلاً بعضهم وبعض وقد لا يتم مقابلتهم إلا فى المناسبات العائلية لو حضروا.

شئ محزن حقاً حينما يقابل الشخص ابن عمه مثلاً بالصدفة ولا يتعرف عليه إلا حين يرى بطاقته أثناء عمله فى وظيفة حكومية مثلاُ.

أو حينما ترى مُدرسة كراسة تلميذاتها لتجد ابنة بن خالها من ضمنهم وهى لا تعرفها.

أو حينما ترى طالبة ثانوى مُدرسة فصلها تقف مع شابة واضح أنها هتتعين جديد وحينما تقترب منها تجدها ابنة خالها التى لم ترها منذ الصغر فتذهب لهن وتُحدث معلمتها ولكن قريبتها لا تتذكرها وهى تخجل أن تعرفها بنفسها أمام معلمتها.

شئ مؤسف حينما ترى فتاة تعاتب ابنة خالها قائلة" يعنى كده ما نشوفش بعض غير فى المناسبات"

لترد عليها قائلة" كويس إن إحنا بنشوف بعض أصلاً".

شئ مؤلم حينما يدخل الشاب ذو الأعوام العشرين ليسلم على الرجال فى فرح أخته ليجد رجلاً يصافحه بقوة مبتسماً له قائلاً" أنت مش عارفنى.. أنا فلان ابن عمك".

فيرد عليه" وأنا هعرفك منين هو أنت زرتنا قبل كده!".

شئ مخجل حينما يتحدث لك صديقك عن ولادة أخت صاحبه لتكتشف أنه يتحدث عن بنت خالك وسبوع المولود الذى لم تعلم عنه شيئاً.

وحينما تعلم موعد زفاف ابن خالتك مثلاً من حماتك لأن العروسة ابنة صديقتها.

شعور موجع حقاً حينما تعرف أخبار قرايبك من صحابك أو جيرانك لأنهم على صلة قوية بهم وتكون أنت آخر من يعلم.

وشعور موجع أكثر لما تقرب منهم وهما يبعدوا أو يرفضوك أو يهمشوا وجودك أو يعطوك بأفعالهم رسالة مفادها" طلعنا من دماغك".

وفى هذا الشأن أتذكر هذا الحديث الشريف

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال : يا رسـول الله إن لي قرابة أصلهـم ويقطعونني ، وأحسن إليهم ويسيؤون إليّ ، وأحلم عليهم ويجهلون عليّ

فقال صلى الله عليه وسلم : إن كنت كما قلت فكأنما تُسِفهّم المَلّ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ] . رواه مسلم

شعور موجع لما يبقى فيه مصيبة وتجد أصدقائك واقفين جنبك وقرايبك كما الأغراب يحضروا لإثبات الحضور وينصرفوا سريعاً متعذرين بأى سبب حتى لو تافه"أصلى راكن العربية بعيد وخايف تتخبط".

شعور بايخ لما تلاقى خالتك مثلاً جاية تزوركم وماجابتش ولادها معاها" أصلهم بيذاكروا".

وشعور أصعب لما يكلموك بس عشان محتاجينك فى حاجة. أو يجاملوك عشان يتفرجوا على اللى أنت عامله وينقدوا فيك بعد كده!.

وحقيقى بشفق على من يبتعد عن أقاربه وخاصة لو وجد منهم وداً وحباً خالياً من أى مصلحة ويكتفى بأصدقائه لأن الأقارب مهما حدث فهم دم واحد واسم واحد وسُمى قريب من قربه حتى لو بَعُد المكان.

وهذا يشعر به أكتر من لهم أولاد عم أو خال ويشعرون معهم بالعزوة.

ومع ذلك فالزيارات العائلية التى تتم بدون مناسبة وبدون أى مصلحة تترك إنطباع طيب لدى الجميع.

ولهذا سأذكركم بمعنى صلة الرحم:
الإحسان إلى الأقارب فى القول والفعل , ويدخل فى ذلك زيارتهم , وأن تكون معهم فى السراء والضراء, وتفقد أحوالهم , والسؤال عنهم , ومساعدة المحتاج منهم, والسعى فى مصالحهم .
يعنى ليس من الإسلام أن نجد خصومة بين شقيقين بسبب ميراث.
وليس من الإسلام أن تمنع الأم أبنائها من زيارة جدهم لأبيهم أو لعمهم لأنها على اختلاف شخصى معهم.والعكس صحيح بالنسبة للأب.
وليس من الإسلام أن يمنع الزوج زوجته من زيارة والديها. والعكس صحيح بالنسبة للزوجة.
وليس من الإسلام أن تشوه الأم صورة الأب لأنها منفصلة عنه. والعكس صحيح بالنسبة للأب.
وغيرها من الأمثلة البديهية.



وأتذكر هنا قول السيدة خديجة للنبى صلى الله عليه وسلم حينما رجع لها مرتجفاً بعد نزول الوحى عليه لأول مرة" والله لن يخزيك الله؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق".
يعنى كانت رضى الله عنها تعلم بالفطرة أن صلة الرحم فعل خير يثاب المرء عليه.
وكما قال الله تعالى" الأقربون أولى بالمعروف".
وقد قال أحدهم لما قيل له: ( أيهما أحب إليك، أخوك أم صديقك؟ فقال : إنما أحبّ أخي إذا كان صديقاً لي.. فالقربى محتاجة إلى المودة، والمودة مستغنية عن القربى ).
وهنا أتعجب ممن تكون لها شقيقة مثلاً ولا تصاحبها بل وتنفر منها وتفر إلى زميلات العمل أو الدراسة لتصاحبهن وتصادقهن.
ولى حق أتعجب لأنى طالما تمنيت أن تكون لى أختاً شقيقة تكون لى صديقة قريبة.
والعكس طبعا بالنسبة للرجل يصبح له مجموعة يخرج معها وليس من ضمنهم شقيقه.


أريد توضيح درجة القرابة الخاصة بالأفراد منعا لإختلاط الأموروتفضيل درجة على أخرى.
نجد أن قرابة الشخص بوالديه هي قرابة من الدرجة الأولى.
وقرابة الشخص بإخوته هي من الدرجة الثانية.
وقرابة الشخص بعمه أو خاله أو عمته أو خالته كذلك أولاد الأخ أو الأخت هي من الدرجة الثالثة.
وقرابة الشخص بأبناء الأعمام والعمات أو الأخوال والخالات فهي من الدرجة الرابعة.
وقرابة الشخص بأبناء أبناء الأعمام والعمات والأخوال والخالات هي من الدرجة الخامسة.
وإن درجات القرابة هي نفسها بالنسبة لأحد الزوجين من أقارب الزوج الآخر لكنها هنا قرابة مصاهرة.
أي أن قرابة الزوج بوالد زوجته هي قرابة مصاهرة من الدرجة الأولى.(منقول)

وهنا أريدك أن تتذكر تصرفك إذا علمت بزيارة أحد أقاربك ياترى هتنتظرهم باشتياق ولا بتأفف ولا بتسيب البيت ؟.

و لو عرفت أن أهل بيتك هيزوروا حد من القرايب هتروح معاهم ولا لأ؟.

- متى آخر مرة زرت فيها أختك المتزوجة سواء كانت ساكنة فى مكان قريب منك أو بعيد؟.

- كم من الوقت تقضيه مع أصدقائك على حساب الوقت الذى من المفترض أن تقضيه مع والديك أو أبنائك؟.

- هل تجلس مع أمك أم تكتفى بوجودك فى المنزل وتستغل هذا الوقت فى إجراء مكالمات هاتفية مثلاً أو فى مشاهدة التلفاز؟.

- هل تعطى لابنك الحنان والرعاية الكافية أم تعتمد على زوجتك؟.

- هل تهتم بزيارة عمتك ؟.

- هل تحن على أبناء أخوك ؟.

- هل تساعد زوجتك على صلة رحمها؟.

نصيحة: ابدأ أنت ولا تنتظر أن يبدأ الآخرين حتى وإن قابلوا إحسانك بالإسائة.

وتذكر بأنك تتعامل مع الله وليس معهم والجنة مهرها غالى.

ملحوظة: برجاء الاهتمام بقراءة الأحاديث والآيات الموجودة فى الصور المعروضة ففيهم خير كلام.

سؤال جانبى:

ــــــــــــــــــ

- هل تهتم بالزيارت العائلية؟.