مسميها على تليفونه "حبيبة بابا" بس هى للأسف مش حساها.. فاقترحت عليها أنها تتكلم معاه لأنها أكيد ظالماه. قالت لى: أنا مقدرش أتكلم معاه مباشرة لأنى ماتعودتش على كده بس هكتب له رسالة وعايزاكِ تنشريها عندك عشان أى أب يقرأها يعرف قد إيه ممكن يؤذى بنته من غير ما يقصد.
قلت لها: لكِ ما طلبتِ.. هذا الموضوع ملكك.. اكتبى فيه ما تريدين .
------
قعدت كتير أدور على بداية أبدأ بيها كلامى معاك مالقتش.. وعشان كده هدخل فى الموضوع على طول.
إزاى أبقى حبيبتك وأنت بتنقدنى طول الوقت مهما كان الفعل الذى قمت به بسيط ولا يذكر.
مثال: أحكيلك إن فيه واحدة قابلتنى فى الشارع وسألتنى عن مكان معين وأنا وصفت لها الطريق مظبوط وكان ردك عليا وقتها: كنتى قوليلها كذا.. ووصفت لى المكان بأسلوب تانى!.
فاكر لما كنا ماشيين مع بعض فى الشارع وقابلنا واحدة زميلتى وأنا عملت مش واخدة بالى فأنت سلمت عليها وأجبرتنى بفعلك هذا أنى أسلم عليها ولما روحنا إديتنى درس عن إفشاء السلام وثوابه.. ونسيت تسألنى أنا ليه ما كنتش عايزة أسلم عليها.. مش يمكن تكون هى غلطت فيا أو يمكن أكون أنا زعلانة منها ومنتظراها هى تصالحنى.
فاكر لما دايماً بتدينى دروس فى القيم والأخلاق لو شوفتنى عملت أى حاجة مهما كانت بسيطة حتى لو عبرت عن غضبى بالتجهم. وغيرها كتير...
خلتنى أخاف أوى على مشاعر الناس ونسيت تعلمنى إزاى أحافظ على مشاعرى عشان محدش يأذيها.
أنا عارفة إنك عايزنى أكون متربية كويس ومحدش يقول عليا نص كلمة بس أنا فعلا يا بابا متربية كويس وكل اللى بيتعامل معايا بيشهد بأخلاقى.. أنت بس اللى معندكش وقت تشوفنى فيه لأنك مخصص الوقت كله لنقدى. حتى واحنا بنأكل برضه بتنقدنى وبتوجهنى أنى الأحسن ماحطش الخضار على الرز وأكله لوحده ..جعلتنى مابحبش آكل معاك وخصوصا إن عاداتك بالنسبة لى لا تتبع أصول الإتيكيت اللى أنت محفظهولى من وأنا صغيرة.
ليه مش عاطينى مساحة تسمعنى فيها ..مش يمكن أكون حد كويس فعلاً بالنسبة لك وأنت اللى مش واخد بالك.
مش يمكن أكون محتاجة أحس بأهميتى عندك.
نقدك ليا المتكرر جعلنى أفقد الثقة فى نفسى وإحساسى الأبدى أنى لازم هكون خطأ.
تعرف أنى نفسى أوى أرمى نفسى فى حضنك عشان أحس بالأمان وبحُبك ليا.. لكن للأسف فيه فجوة بينا.. أنا مش فاكرة إمتى آخر مرة قبلتنى أو حتى حضنتنى رغم أن في كل مرة أنا اللى بطلب منك.. نفسى فى مرة أحس بحنانك ليا.ماتعرفش كام مرة إتمنيتك تاخدنى فى حضنك وتطبطب عليا وتطمنى بأى كلام ممكن تقوله لو بنت أخوك مثلاً هى اللى كانت مكانى.
أوقات كتير ببقى محتاجالك أوى وبيبقى نفسى تسألنى مالى أو إيه اللى مضايقنى وتحاول تساعدنى وتخفف عنى.. لكن ده عمره ما حصل.نفسى مرة تسمعنى بدون إنتقادات لأنى عارفة كل الكلام اللى بتقوله فأنا حافظاه وبطبقه من وأنا صغيرة.
خلتنى أكبت جوايا أى مشاعر سواء حزن أو فرح والنتيجة إنى بجد صعوبة فى الكلام معاك.
إيه المشكلة لما يبقى عندى حاجة خاصة ومش عايزة حد غريب يعرفها.. ليه تقولها وتعملَّها إعلان.. ولما آجى أعاتبك تقولى وإيه المشكلة ما تبقيش معقدة وخدى الأمور ببساطة ..و لما استسمحك إنك تحترم رغبتى فتقولى حاضر وفى أقرب مناسبة تفعل نفس الشئ.. دون الإكتراث لمشاعرى.
النتيجة أنى قررت أخبى عنك أى حاجة خاصة بيا وما قولكش غير الحاجة اللى عايزة الناس تعرفها.. فأنا معاك ماليش اسرار.. بس المشكلة أنى أوقات كتير مبعرفش.
كلمتنى عن قرايبك كتير أوى وخلتنى أحبهم زيادة عن اللزوم من كلامك عنهم رغم إنى كنت محتاجة إنك تتكلم معايا عنى أنا ..ومع مرور الوقت ولما كبرت إكتشفت إن قرايبك مش بيحبونا بنفس الدرجة اللى أنت بتحبهم بها..
أعذرنى يا بابا أصل الحب بالنسبة لى فعل وأنت طول عمرك واقف معاهم دايماً على حسابى ولما جه الدور أنهم يردوا ده معايا مالقيتش حد منهم ولا حتى أنت.
وكنت بتهتم بقرايبنا كلهم وتقعد تفكر فى الهدايا والولائم الذى تعد خصيصاً لهم ويصبح بيتنا فى حالة طوارئ لقدوم أى شخص.. وماكنتش بتفكر في توقيت عزومتك ليهم ومواعيد إمتحاناتى.
فاكر لما كنت أشوف عندك حاجة وأطلبها منك وأنت تقولى بعدين لما تنجحى - وكأنك فى كل سنة كان بيتهيألك أنى عمرى ماهنجح- ويوم النتيجة أنتظر ما كنت طلبته ولا أجده.. لأجدك بعدها تعطى هذا الشئ لأخى الصغير عند دخوله أولى حضانة .. وقتها معرفتش أعاتبك لأنى عارفة أنك وقتها كنت هتوعدنى بأى كلام لن يتحقق منه شئ.
حتى يوم ما كنت بجيب درجات وحشة فى المدرسة بدل ما تسألنى ليه أنا ضعيفة فى المادة دى أو تحاول مساعدتى كنت بتكتفى بخصامى , وبمعايرتى بأن أبناء أصدقائك متفوقين عنى.
تعرف لو كنت مسافر أو لو كان شغلك بيتطلب البعد عن البيت دايماً يمكن كنت عذرتك لكن أنت معظم الوقت فى البيت لكن مش بتهتم بأحوالى أنا وأخواتى. شاغل نفسك بأمور أى حد من قرايبك أو أصدقائك وكأنهم أهم مننا.
ويوم ما مُدرسة ضربتنى ظلم ما رضيتش أقولك لأنى كنت عارفة أنك مش هتنصفنى ولا هتقف فى صفى ومش بعيد كنت خلتنى أعتذر لها على غلطة أنا ماعملتهاش.
فاكر يوم ما زارنا أحد أقربائك ومعه ابنته التى لاتحبنى وكان تصرفى أنى دخلت أذاكر عشان مااتكلمش مع واحدة عارفة أنها مابتحبنيش واتفاجئت بيك جايبها عندى بدون سابق إنذار وبتقولى ذاكروا سوا!!.
لو فتحت فى البند ده مش هخلص المهم إن
النتيجة أنى ماعدتش طايقاهم وبالمقابل مش قادرة ماسامحكش.
عيشتنى من وأنا صغيرة فى دنيا الخيال وعلمتنى إزاى أحلم لوحدى وأعيش فى الحلم لوحدى ولما كبرت أكتشفت أنى مش عارفة أعيش فى الواقع لأنى معرفوش.
علمتنى أزاى أحوش الفلوس وأحوش أى حاجة أشتريها حتى لو قلم غالى.
والنتيجة أنى كبرت وماستمتعتش بأى حاجة عندى لأنى ماتعلمتش إزاى أستخدمها.. حتى لعبى وأنا صغيرة كنت بتعينهالى عشان ماتتكسرش والنتيجة إن عمرى مالعبت بيها.
إيه فايدة أن يبقى عندى حاجة ومااستخدمهاش!!.
حتى مصروفى بتضايق منى لو صرفته وخصوصاً لما بتبقى عايز تاخده منى بعدها على سبيل السلف.
ولو اشتريت ملابس ليا على ذوقى برضه ماتعجبكش رغم أنها بتكون محترمة وتعليقك دايماً أنى بختار الألوان الغامقة وناسى أن يمكن الألوان دى هى بس اللى بتكون مقاسى.
ولو حصل وأنت اشتريت لاخواتى ملابس طبعا ًعلى ذوقك الخاص وهما بياخدوا رأيى فأنا قلتلهم رأيى بصراحة بأنها مش لايقة عليهم وطبعاً وقتها بتدينى دروس فى الأخلاق وكأن شرائك للشئ يجعله جميلاً بغض النظر عن رؤية الآخرين له.
علمتنى إنى ماطلبش منك ترجع لى حقى من أى حد لأن ردك عليا هيكون" من عفا وأصلح فأجره عند الله".
يا بابا أنا الحمدلله عارفة دينى كويس بس مش قابلة إنى أكون ضعيفة.. أنا عارفة إنك بتقولى كده مش عشان الثواب زى ما أنت بتبين ولكن عشان أنت مش قادر تعمل حاجة أكتر من كده وده فى حد ذاته واجعنى لأنى متوقعة أنك تدخل فى أى موضوع علشانى وخصوصاً لو كان بسيط وكل مايتطلبه إنك تقتنع من جواك أنى مظلومة فعلاً.. لكن للأسف أنت ممكن تصدق عليا أى كلمة تبين أنى غلطانة ووقتها بيروح حقى. رغم إن تاريخى مشرف ومافيهوش حاجة تقلل من مصداقيتى بس مش عارفة أنت واخد الفكرة الوحشة دى عنى منين.
بتحبنى إزاى وأنت يوم ما بيتقدم لى عريس مابتسألش عن أخلاقه ودينه وبتسأل بس هو معاه كام .. يعنى أى حد معاه ثمنى يشيل وكأنى بيعة وشروة.
بتحبنى إزاى وأنت ماتعرفش عنى أى حاجة ولا حتى أكلتى المفضلة ولا إيه الدعاء اللى أنا محتاجاك تدعيهولى.
يا بابا حضرتك بتعمل حاجات كتير بتضايقنى من ضمنها أنك مابتحترمش خصوصيتى يعنى ممكن تدخل عليا بدون ما تخبط على الباب ومش مهم إذا كنت بغير هدومى وعشان كده لازم أقفل عليا الباب بالمفتاح.. وبالمقابل حضرتك بتدخل الحمام ومابتقفلش عليك الباب بالمفتاح يعنى ممكن شوية هوا يفتحوا الباب وأوقات تانية بتكتفى أنك توارب الباب وخلاص...
ممكن تدخل اى رجل غريب علينا بدون إستئذان بحجة أنى صغيرة وزى بنته سواء بقى كهربائى أو سباك أو حتى حد من قرايبنا.
ممكن اصحابك أو قرايبك الرجال يسلموا عليا ويقبلونى أو حتى يشتمونى بهزار قدامك وأنت برضه عادى وبالمقابل لو أنا بينت رفضى لهذه الأفعال أمامهم تتهمنى بأنى قليلة الذوق!.
ممكن تيجى تهزر معايا فى وقت أكون متضايقة فيه والنتيجة أنى طبعا برد باقتضاب والمفاجأة إنك وقتها بتزعل منى وتاخد منى موقف وتعتقد أنى مش قابلاك وأنك مهما بتحاول تقرب أنا مش بعطيك فرصة.. ونسيت تسألنى أنا إيه اللى مضايقنى .
ممكن اكون محتاجة أتكلم معاك وأطلب منك ده بأسلوب غير مباشر(بابا هو حضرتك فاضى؟ ويكون ردك عايزة حاجة؟ أقولك يعنى لو فاضى ممكن نتكلم تقولى حاجة مهمة يعنى .. أقولك بكل خجل لأ أبداً تقولى خلاص لما أبقى أصحى).
وبكون أنا فى الوقت ده خلاص مش عايزة أتكلم فى حاجة وخصوصا لما بتصحى بعدها بتكون نسيت أصلاً أنى كنت عايزاك.
يوم ما بتزعل من ماما وبتقولى ده ..أنا بحترم فضفضتك معايا لكن بتضايق من أسلوبك فى الكلام عن أمى لأنها طول الوقت بتشكر فيك حتى لو كانت متضايقة منك وحتى لو زعلتها قدامى.. ما بحبكش تعامل أمى وحش.. رغم أن المشكلة أنك عمرك ما حسيت إنك بتعاملها وحش!.
ما بحبكش تكلمنى عن عيوب إخواتى لأنهم عندك ممكن تكلمهم بكل بساطة وتعرفهم إيه اللى مضايقك منهم.. أنا ماليش علاقة بده ولا أحب أكون واسطة بينك وبينهم لأنى برضه ما حبكش تتكلم عن عيوبى قدامهم .. كلمنى بدون واسطة.
ليه مايبقاش فيه حوار عن حياتى وطريقة تفكيرى فيها وبدل ما تنقدنى شجعنى .. ما هو أكيد هتلاقى حاجة فى كلامى تستدعى إنك تشجعنى.
و ده يا بابا أكبر مشكلة.. إنك بتعمل حاجات كتير بتضايق اللى حواليك وأنت معتقد إنك كده عملت معاهم الواجب وبتستغرب لما تلاقينا واخدين موقف عكس ما أنت متوقع.
تعرف إنى بتجنب التواجد معاك فى مكان لوحدنا لأنى هبقى مش على طبيعتى لو اتكلمت فى أى حاجة هتنقدنى حتى لو تابعت حاجة فى التليفزيون هتنقدها ويوم ما يحصل وتكلمنى هيكون عن أى حد ومش هتتكلم معايا عنى.
ممكن تعطينى درس عن أهمية الصلاة وعقوبة تاركها لو لقيتنى فى يوم مش بصلى ونسيت أنى زى أى بنت بيكون فيه أيام مينفعش أصلى فيها.
ممكن تيجيلى مدرستى وألاقيك بتسأل واحدة من الطالبات عن مكان بوابة الخروج مثلاً رغم أنى وقتها بكون معاك وطبيعى يعنى حافظة كل مكان فى مدرستى.
ممكن أسأل البائع عن كيفية إستخدام شئ معين وأجدك تسبقه فى الإجابة عليا وكأنى غبية وماكنش المفروض أسأل. وحتى لو سألتك عن حاجة برضه بتجاوبنى بعصبية على اعتبار أنى غبية وناسى إن يمكن أسلوبك هو اللى مش عارف يوصلى المعلومة.
والنتيجة أنى بحس وأنا معاك أنى متراقبة ومحسوب عليا كل تصرفاتى.
بتحبنى إزاى وأنت ممكن تنهينى عن فعل شئ معين عملته لا إرادياً وأنت نفسك بتعمله طول الوقت.
بتحبنى إزاى وأنت دايما بتنصحنى فى حاجات أنا خلاص عرفتها وبتنسى خالص تنصحنى فى أى موقف جديد يمر عليا.
بتحبنى إزاى وأنت ممكن تضحى براحتى مقابل راحة حد تانى لا يمت لنا بصلة.
بتحبنى إزاى وأنت بتسترخص الحاجة اللى بتجيبهالى.. وتودينى أماكن رديئة ورخيصة الثمن عشان توفر مبلغ زهيد رغم أنك ممكن تصرف أضعاف المبلغ ده وأنت بتعزم أصحابك وبتتمنظر عليهم.
بتحبنى إزاى وأنت يوم ما بنيت الشقة اللى احنا قاعدين فيها مافكرتش يكون لى فيها غرفة مستقلة عن أشقائى البنين.
نفسى يكون ليا اسم دلع مخصوص منك ومحدش غيرك يندهلى بيه.
بتحبنى إزاى وأنت ما بتعلمنيش فعل الأشياء الضرورية وكيفية الإعتماد على النفس وكأنك ستعيش لى طول العمر حتى أوراقى الخاصة معرفش مكانها.
يا بابا بدل ما تكلمنى عن ماضيك وماضى من حولى كلمنى عن مستقبلى وعن حياتى.
علمتنى للأسف إزاى أعاملك بجفاء لأنى عمر ما كنت تعبانة سواء جسدياً أو نفسياً وألاقيك جنبى ولذلك يوم ما بشوفك تعبان ما بيأثرش فيا لأنى مبعرفش أعمل غير اللى أنت كنت بتعمله معايا.
يا بابا أنا أولى بحناناك وباهتمامك وبحُبك.. أى حد إستحالة يصدق معاناتى لأنك بتتعامل مع الغريب قبل القريب بود وحب شديد واهتمام مبالغ فيه.. أرجوك يا بابا من فضلك حبنى أكتر من كده.. حبنى زى ما أنا محتاجة.
اللى أنا واثقة منه إنك لو حصل وقرأت رسالتى دى هتزعل منى وهتغضب كمان ومش هتحاول تعالج أى قصور فى علاقتنا ومش بعيد برضه تدينى درس فى الأخلاق!.
----
انتهت رسالتها.. و أعتقد بأن رسالتها وصلت لكل الآباء.
سؤال جانبى: ــــــــــــــــــــ
*لو هتوجه رسالة لوالدك دلؤتى تقوله إيه؟.
==================================
على الهامش
ــــــــــــــــــــــ
أدعوكم لقراءة هذا الرثاء لخالد سعيد من هنا.