رأيت حمامة تقف على سور الشرفة فهممت بالاقتراب منها لأتحدث معها كعادتى مع مخلوقات الله ولكن حين اقتربت منها لمسافة قريبة وجدتها طارت محلقة .. ناديت عليها قائلة " استنى.. رايحة فين.. أنتِ خوفتى منى ..ماتخافيش .. مش هأذيكِ".
وقفت على سور الشرفة المواجهة لى وكأنها تقول لى " إذا أردتى محادثتى فليكن بيننا مسافة لا بأس بها تعطينى حرية المغادرة وقتما أشاء".
قلت بداخلى عندها حق تخاف وهى تعرفنى منين علشان تدينى الأمان..
علمتينى يا صغيرة بأن لا أثق بأحد لمجرد اقترابه أو رغبته فى التحدث معى.
وجدت باعوضة تقف على حافة المنضدة فأتيت بمضرب الناموس وهممت بضربها بسرعة فائقة قاصدة قتلها ولكنها كانت أسرع وطارت.
وبغض النظر عن أنى فشلت فى قتلها فى أول مرة لكنها جعلتنى أرى بطريقة عملية كيف تتحرك غريزة البقاء.
عن طريق حبها للحياة وحفاظها على حياتها فلم تتردد لتأخذ القرار على أمل أن أكون لا أقصدها.. لم تفكر بغباء كحال الكثيرين فهى لم تؤذينى بعد حتى أصدر قرار قتلها وهذا سبب قد يجعلها تتردد فى الحركة ولكنها لمحت بأن السلاح يتجه نحوها مباشرة دون تردد فلم تقف لتستوعب الموقف أو تلقى أسئلة على سبيل لماذا؟ وماذا فعلت؟.. لكنها حسمت موقفها فى أقل من الثانية وطارت سريعاً قبل أن تلقى حتفها.
كم يعطينى الله دروساً يومياً بطريقة عملية.
كم أحبك يا الله وأعشق مخلوقاتك.
ــــــــــــــــــ
أذكر آخر درس تعلمته من الحياة.
هناك 3 تعليقات:
رائعة كالعادة
بتمنالك ويك اند سعيد
كل الكائنات تبحث وتلهث من أجل البقاء
ويتيه الكثيرون عن الطريق
تحياتى المعطرة
نحن ننتظر ظناً منا بأن من حولنا لن يؤذينا إلّا إن بدأنا ...
نحن نقترب إلى من يقترب منا حتى إن كان ناراً لتحترق أجنحتنا ...
جميل تأملك
إرسال تعليق