الدنيا دوارة

كانت تخبرني دائماً بأن صداقتنا من طرف واحد. لم أكن أؤكد كلامها
- رغم اقتناعي به-. فهي فعلاً من تحبني وتهوى الحديث معي ؛
أما أنا فأراها مُملة وكئيبة، ولهذا تلككت لها على موقف بسيط لأقطع علاقتي بها..
 نعم الموقف لم يكن يستحق فأنا أحرجتها ولم أتقبل هديتها
 بل لومتها على إتيانها لي بها وبالطبع لم آخذها..
لم تقترب مني ثانية..
شعرت بالراحة ببُعدها عني وسعدت أكثر برسوبها
 فهذا لن يجعل حدوث مواجهة أو لقاء بيننا ممكنة.
كان هذا فى أول عام جامعي لنا.
ورسبت أنا في البكالوريوس وكانت هي معرفتي الوحيدة في هذه الدفعة الجديدة.
تفاجئت لوجودي ولكنها فرحت به ولم تبخل عليَّ بأية شيء قد يفوتني
 في المحاضرات.
هى اتغيرت ؛فلم تعد كئيبة كسابق عهدي بها.
وأنا لم أعد ملتزمة الحضور كسابق عهدها بي.
حينما ظهرت النتيجة هاتفتنى لتبشرني بنجاحي.
كان هذا آخر اتصال بيننا.
هي أدركت بأن صداقتنا المزعومة انتهت والأفضل أن نظل زملاء
 تجمعهم الدراسة فقط وحينما انتهت الدراسة لم يعد يجمعنا شيء..

والآن وبعد تخرجي بسنوات وكلما اقتربت من أحدهم وغادرني
 دون سبب واضح.
 أتذكر زميلة دراستى التى اعتبرتني صديقتها الوحيدة وخذلتها
 وأجد نفسي أقول لها وكأنها أمامي
 " ربنا خد بتارك يا نجلاء وأذاقني ما فعلته بك.. سامحيني".