الأحد، 27 سبتمبر 2009

حكايتى مع الحجاب

رأتها صديقتها بعد فراق دام قرابة عشرة سنوات ولم تتعرف عليها من أول وهلة. فقد كان مظهرها مختلف تماماً عما أعتادته منها. فقد رأتها ترتدى عباية واسعة وطرحة كبيرة ولا تضع على وجهها أى من مساحيق التجميل ولا حتى زبدة الكاكاو الحمراء التى كانت مشهورة بها فى معظم الأوقات بالإضافة إلى عدم نمص الحواجب وترقيقهم. فقالت لها:ياااه تصدقى ماعرفتكيش.
- معقول ! هو أنا شكلى أتغير أوى كده؟؟؟.
- لأ هو مش شكلك اللى أتغير دى طريقة لبسك.مش مصدقة أنى أشوفك كده!أول مرة أعرف إنك إتحجبتى.بس قوليلى أنتِ إتحجبتى إمتى؟.
باغتها السؤال وكأنها ذكرتها بأحداث من زمن بعيد تكاد تتذكرها. فهى من يوم إلتزامها وهى أسقطت من ذاكرتها ما حدث قبلاً.
- ده أنتى ماشوفتنيش من زمان بقى.
- بس قوليلى إيه اللى حصل؟ وإيه سر التغيير ده كله؟.
- الحمدلله ربنا هدانى.
- أيوة بس إزاى إحكيلى؟.
- أنتى ليه مستغربة أوى كده؟؟؟.
- يا خبر!! أنتِ نسيتى ولا إيه!. ده أنتِ كنتى أيام ثانوى ضد فكرة الحجاب من أصله وكنتى الوحيدة اللى بتسيب شعرها وتلبس قصير وكمان كنتى بتعرضى علينا دايماً خلع الحجاب بحِجة أننا لسه صغيرين وأن الجو حر. ويوم ما يحصل وتلبسى طرحة بيكون فى شهر رمضان وفى الغالب كان بييجى فى الشتا فكنتى بتحبى الموضوع عشان بتدفى أكتر ويوم ماتلبسيه فى غير رمضان بيكون عشان نبقى لابسين زى بعض كانت الجيبة تبقى على الركبة وبفتحة من ورا كمان.
شعرت بسخونة فى جسدها من هذه الكلمات وكأنها تخجل من أن تكون فكرة زميلاتها عنها كده.
- ياخبر أبيض!! أنا كنت بعمل كده!!.
أستغفر الله العظيم يارب.
ياااه ده أنا كنت وحشة أوى .
ألف حمد وشكر ليك يارب أنك هديتنى ليك.
- شوفتى بقى ليا حق أستغرب. يابنتى ده أنتى كده غلبتينا كلنا.قولى بقى إيه سر التغيير ده؟.
وشردت بذهنها محاولة إستعادة ذكريات مضت وقالت:
- البداية كانت بعد نتيجة الثانوية العامة. كنا بنجهز لفرح بنت خالى ولفتت نظرى أنها رغم كونها العروس إلا أنها كانت طوال الوقت تحرص على إرتداء الحجاب حتى وإحنا فى البيت مش بس وإحنا خارجين. حتى لو مين عندهم أو هتطلع البلكونة أو هتفتح باب الشقة الحجاب دايماً على رأسها.
ومش قادرة أنساها يوم زفافها. كانت موضة حجاب العرايس لسه ما ظهرتش. يومها مابطلتش بكاء لأنها مضطرة تسيب شعرها رغم رفضها للفكرة بس كل اللى حواليها ظلوا يحبطوها بالكلام. حسيت وقتها إنها عندها حاجة غالية أوى مش عندى.
إشمعنى هى بتحافظ أن محدش غريب يشوف شعرها رغم جماله وطوله ونعومته وأنا عادى بلبس البادى والنص كم وجيبة قصيرة ومش حاسة بأى مشكلة.
وفى مرة بنت معرفهاش وجدتها بتسألنى :أنتى مسلمة ولا مسيحية؟.
وقتها اتضايقت جداً ونظرت لها نظرة تعجب من السؤال وقلت لها: طبعاً مُسلمة..
ردت باستهتار: مش باين.
ويوم ما فكرت أغطى رأسى لبست إيشارب وبلوزة بكم وبرضه الجيبة قصيرة.
وفاكرة أنى كنت بتعرض لمعاكسات بايخة. وفى كل مرة بتعاكس فيها مكنتش ببقى طايقة نفسى وأروح البيت أقعد أعيط رغم أن المعاكسات زمان كانت محترمة مش زى دلؤتى يعنى كان كبيرهم يعلقوا على لبسى بكلمة بسمع آخرها لأنى كنت بمشى بسرعة أصلاً. المهم فى مرة وأنا مخنوقة كده حكيت لـ"فوفو" صاحبتنا وسألتها :هو أنا جيبتى قصيرة أوى كده؟؟؟.
قالت لى باستغراب: انتى بتسألى!! هو أنتى مش شايفاها؟؟؟.
قلت لها:أنا شايفاها عادية.. ردت وقتها برد حاسم: أيوة قصيرة جداً كمان.
ومن هنا قررت ألبس جيبة طويلة بس تكون ضيقة لأنها لو واسعة ممكن تطير. فكانت مآساة لأنى أصلاً بمشى بسرعة فماكنتش عارفة أمشى براحتى.
وبعدين الموضوع تطور بداخلى وقلت لمزيد من الستر أنا ماعدتش هلبس جيبات خالص أنا هلبس بناطيل لأنها كانت من وجهة نظرى حشمة أكتر وفضلت طول فترة الجامعة لابسة بلوزات وبناطيل وعليهم الإيشارب.
وبرضه قابلت بنت معرفهاش لقيتها بتقولى:انتى متشبهة بالرجال ليه؟
قلت لها :إزاى يعنى أمال الإيشارب ده إيه؟
قالت: أنا أقصد البنطلون.
معرفتش أرد عليها وخصوصاً أنى كنت وقتها حاسة أنى عملت إنجاز فى طريقة لبسى.
وقلت لصحباتى وجدتهم خدوا الموضوع بهزار وأصلها ماشافتكيش أيام ثانوى ولما وجدونى إتضايقت قالوا لى :أنتى البسى زى ما يعجبك لأنك رفيعة أوى فماتخافيش مش هتفتنى حد.
وتناسيت الموضوع.
وبعدين ظهرت موضة التونيك(البلوزة الطويلة) ووجدت أن الفرق كبير وأن التونيك بيسترنى أكتر وبدأت آخد بالى أن البنطلون بيقسم حجم الساق وأنه مش ستر أوى زى ما أنا كنت معتقدة.- رغم أنه كان واسع مش زى اللى البنات بيلبسوه دلؤتى-.
ووقتها بدأت أقرأ جدياً عن الحجاب ومواصفات الحجاب الشرعى.
وكان وقتها صعب أنى أتنازل عن إرتداء البنطلون وخاصة باقتناعى التام أنه حشمة ومابيظهرش حاجة من جسمى ومعاه بقدر أتحرك براحتى دون الخوف من فتحة جيبة تتقطع أو هوا يطير الجيبة لو واسعة
ولذلك قررت إرتدائه تحت ما أرتدى ويكون بنفس لون الجيبة- ماهو برضه لازم أحافظ على مظهرى-
وسبحان الله سمعت مقولة بتقول"رحم الله المتسرولات".
ده غير ان كان فيه رسايل ربانية كانت بتجيلى بالصدفة البحتة. يعنى مثلاً دكتور عندنا قبل ما يبدأ المحاضرة يعلق على لبس البنات ويقولنا المفروض يكون إزاى. وأن البنت المحترمة بتتعرف من لبسها. وأقنعنى بحاجة حلوة أوى .أن الحاجة الغالية لازم تكون متغطية. ولو هتحب تشترى حاجة لازم تشتريها بغطائها. حتى لو هتشترى قلم جاف لو كان من غير غطا مش هتشتريه. ولو حلة للطبيخ برضه مش هتشتريها من غير غطا. وأنك لو عندك دهب أو مجوهرات لازم هتضعها بداخل علبة. ولو عايز تحافظ على عُمر أى حاجة لازم تغطيها. وأن أى حاجة من غير غطاها بتفسد وبتبقى عُرضة للإيذاء وانتشار الجراثيم والحشرات والغبار عليها.
أما عن طرحتى الطويلة فسبحان الله بجد جاءت بالصدفة البحتة فى أول الأمر.
إشتريت فى مرة طقم لونه غريب ومفيش طُرح تليق عليه خالص ولفيت المحلات كلها وفين وفين لما وجدت طرحة تليق عليه بس كبيرة فاشتريتها ولبستها. وبعد كده لما كنت ألبس طقم تانى بطرحته القصيرة كنت بشعر بفرق وبأن - رغم لبسى الواسع- الطرحة الكبيرة بتسترنى أكتر.
لدرجة أن فى شغلى كانوا صحباتى بيقولوا عليا أنى بلبس الدولاب قبل ما آجى.
ومعاهم حق الشراب تقيل صيف وشتا والبنطلون طبعاً أساسى ومِعصم وطرحتين واحدة كبيرة والتانية قصيرة ده غير الطقم الأساسى.
والحمدلله بجد.
- ياااه ماتتخيليش أنا فرحانة بيكِ قد إيه ربنا يثبتك.
تعرفى رغم أنى اتحجبت قبل منك بس ماوصلتش لدرجة إقتناعك الكامل ده وحبك للحجاب كده.
بس فين كلامك عن الحر.
- حر جهنم أشد.
- أقولك على سر أنا يوم ما بدأت ألتزم شعرت أنى أتخطبت لحد بيحبنى أوى وبيغير عليا وعايز يحمينى. كان شعور رائع بحق لا أستطيع وصفه.
- طب ياستى بركاتك. ودعواتك.
- ربنا يتقبل منا ويرضى عنا ويهدينا ويعزنا بطاعته ويثبت قلوبنا على دينه.
اللهم آمين.
*************
سؤال جانبى
ـــــــــــــــــــــــــ
* أذكرى حكايتك مع الحجاب؟ ومنذ متى أرتديتيه؟ وما هو شكله؟ (خاص بالنساء).
* متى تطلب من بنتك إرتداء الحجاب؟ وما رأيك فى المرأة المحجبة؟ (خاص بالرجال).

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2009

جوجو و زمردة (9)

تخرج "زمردة" من غرفتها بعد ما كانت أشرفت على النوم لتذهب مُسرعة وغاضبة إلى شقيقها "جوجو" والذى بدوره يجلس أمام الكمبيوتر ويستمع إلى الأغانى بصوت عالى يصل إليها ويمنعها من النوم.
- أنت معلي صوت الأغانى كده ليه؟.
- مبعرفش أسمعها إلا وهى عالية كده.
- بس أنا كده مش عارفة أنام.
- قال يعنى الصوت واصلّك!.
- طبعاً واصلنى وإلا ماكنتش جيتلك.
- طب خلاص حاضر. هخفض الصوت.
- على فكرة أكيد جيراننا متضايقين برضه من الصوت ده.
- يعنى الصوت واصلّهم؟؟.
- طبعاً ده الفرق بينا وبينهم مجرد حيطة يعنى.
- وهما بقى إشتكولك؟.
- وأنت هتستنى لما يشتكوا !. ليه ما تحترمهمش من غير ما يطلبوا منك ده.
ولا لازم يكلموا بابا وبابا يتخانق معاك وتبقى مشكلة.
- وعلى إيه ده كله.
- ماتنساش إننا نص الليل يعنى طبيعى الناس نايمة.
تخيل لو أنت نايم وهما مشغلين الكاسيت بصوت عالى كده كنت هتعمل إيه؟.
- مش عارف بس أكيد كنت هكلمهم.
- مع أنهم لو شغلوه بالنهار يمكن محدش يقدر يلومهم. بس أنت بتكون نايم وعشان كده هتضايق.
- خلاص هقفله خالص إرتحتى؟.
- أيوه كده كويس.
وهمت بالإنصراف ولكنها ألتفتت إليه قائله:
- وياريت كمان ماتسمعش نغمات الموبايل بصوت عالى لأن صوتها بيوصلنى.
- زمردة.
- نعم.
- أدخلى نامى بقى.
- طب ما تيجى تنام معايا.
-تصبحى على خير. قالها بنفاد صبر.
- وأنت من أهله.
-تمت-.
=====
دعوة للمناقشة:
ـــــــــــــــــــــــ
* أذكر موقف مشابه تعرضت له مسبقاً؟
* وهل يزعجك الصوت العالى؟
* وكيف تستمع إلى ما تريد سماعه؟
======================

السبت، 19 سبتمبر 2009

نتيجة رمضان

كل واحد فينا بعد رمضان يقدر يستلم نتيجته فورى. ومن غير أرقام جلوس أو حتى من الكنترول.
لأن كل واحد فينا أدرى بنفسه وبكل ما قام به خلال هذا الشهر المبارك تقبله الله منا ومنكم وأعاده علينا أعواماً كثيرة ونحن على العهد ببذل أقصى ما فى طاقتنا لطاعة الله وعبادته.
عموماً نهنئ كل من أدرك شهر رمضان وأعتقت رقبته من النار- يارب نكون منهم-.
وتعازينا لكل من فاتهم هذا الخير العظيم.

ما أجمل الطاعات طول شهر رمضان. والأجمل أن تستمر لما بعد رمضان.
يا ترى يوم العيد هيكون معناه إننا أخذنا براءة من سجن شهواتنا واللى إحنا عايزين نعمله هنعمله!.
يا ترى المساجد هيتم هجرها! وصلاة الفجر محدش هيصليها! والأنوار هتنطفئ من الشوارع ! والرحِم هتتقطع! والحجاب هيتقلع- ده لو كان أتلبس أصلاً-! وزيارة الأيتام والمرضى وعمل الشنط الرمضانية وعزايم القرايب... ياترى كل ده خلاص إنتهى ولا ده أصلاً العادى بتاعنا. أننا غايتنا الأولى هى رضا الله دائماً وليس فى شهر واحد فقط لأن رب رمضان هو رب بقية الشهور.
ياترى فيه ناس مافرقش معاها رمضان من أصله وأهو شهر وعدى وزى ما جه زى ما مشى ولا إيه.

على الهامش
ــــــــــــــــــــــــ
* أما عن مشاعرى الخاصة بعد إنتهاء هذا الشهر المبارك ستجدونها فى هذا الموضوع
والله لسه بدرى أدعوكم لقراءته.
* بشكر كل اللى إفتكرونى ودعوا لى بأن ربنا ينصرنى على اللى ظلمونى وربنا يتقبل دعائكم ويجازيكم عنى كل خير.- وياريت تفضلوا تدعولى-.
* مازلت يسعدنى استقبال التعليقات فى الموضوع ده أو فى الموضوع التانى أو فى أى موضوع آخر.
* طبعاَ برضه أكيد كلكم عارفين أنكم وحشتووووووووووووووووونى جداً. وأنى بحبكم جداً جداً. وسعيدة بصحبتكم أدامها الله علينا وظلنا جميعا تحت ظله فى يوم لا ظل فيه إلا ظله.
* أرق التهانى القلبية بمناسبة عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا بالخير والسعادة.
*على فكرة إحنا لازم نفرح فى العيد مهما كانت الظروف حوالينا .
وكل عام وأنتم جميعاً بخير وصحة.