الخميس، 10 مايو 2018

تأملات في الجسد








خلعت فردة حذائي ذو الكعب العالي، ووقفت لأجد الفرق كبير.. كان نصف جسدي يميل مشيرا بأن النصف الآخر أطول منه. حين تأملي للموقف سرحت في بديع خلق الله.. وكيف أن نصف الجسد الأيسر والأيمن متساويين ومتشابهين حد التطابق.. فماذا سيكون الحال لو أن ساق أطول من الأخرى، أو ذراع أقصر من الأخرى، أو قدم يختلف مقاسها عن القدم الأخرى، أو عين ترتفع قليلا عن العين الثانية، أو فتحة أنف أكبر من الفتحة الأخرى، أو نصف الشفاه العلوي مثلا أغلظ من النصف الآخر وما إلى ذلك..
ما أروع صنع الله الذي أبدع خلق الجسد البشري الظاهري بكل دقة.
ثم كون المعظم يستطيعون الوقوف والمشي واستخدام أعضائهم بكل عفوية..

حينها حمدت الله على نعمته وجال بخاطري أصحاب الإعاقات المختلفة، ووجدت أنهم بمثابة منحة لنا، لنعلم أنهم لايستحقون منا غير كل المودة والرحمة وأن نحذر من السخرية أو الشفقة أو أي نظرة جارحة أو مهينة لهم، وأن علينا أن نبذل لهم كل ما نستطيع من مساعدة.. فقد كان من الممكن أن نكون في هذا الابتلاء ولكن الله من علينا بالعافية.






ليست هناك تعليقات: