الأربعاء، 10 يوليو 2019

وماذا عن عقوق الأبناء






يثير تعجبي لماذا لا توجد آية قرآنية توصي فيها الآباء بالأبناء.. ولماذا عقوق الوالدين يعد من الكبائر والمحرمات وعقوق الأبناء لا يوجد عنه ولو تنويه بسيط.
أوصلني تفكيري أن الفطرة السوية والغريزة الطبيعية تجعل الآباء يحبون أبنائهم ويعطفون عليهم ويغدقون عليهم من كل شيء وأنهم قد يؤثرونهم على أنفسهم، فحبهم فطري لا دخل لهم فيه، وكأن الله يضع محبة الأبناء في قلوب آبائهم فور خروجهم للحياة.. أما الأبناء فلا توجد فطرة أو غريزة تجعلهم يحبون آبائهم، فقط معاملتهم الطيبة وإغداق المحبة عليهم هي من تجعلهم يرتبطون بهم..وقد تكون رغبتهم في الإنتماء أيضا.
الأب السوي لا ينتظر شيء من ابنه فالحب هنا خالص لوجه الله والعطاء مطلق، والابن الأصيل يقدر مجهودات الأب فيبره بالمقابل حين الكبر؛ وإن لم يفعل فالآيات القرآنية والأحاديث النبوية قد تردعه فيبرهم وإن كان على مضض، وقد تتدخل العادات والتقاليد أيضا في تحكم الابن في تعامل والديه من باب "عيب، مايصحش"
ولكن حيث أن الفطرة السوية أحيانا يتم انتكاستها نجد عقوق الآباء لأبنائهم، وللأسف لا يوجد من يحميهم أو يمنع عنهم الأذى من أقرب الناس، وإذا ما حدث واشتكى الابن من سوء المعاملة لن يجد من ينصره؛ فبر الوالدين فرض في الدين والمجتمع وقد يتهم المظلوم بقلة التربية والجلوس مع رفقاء السوء.


السؤال هنا أين حق الأبناء؟ ولمن يلجأون إذا تعرضوا للعقوق المتمثلة في سوء المعاملة والتحقير من شأنهم وعدم تلبية احتياجاتهم المادية والمعنوية، وكأن الوالدين هنا أداة لتحطيمه بدلا من أن يكونوا أداة لإنتاج فرد سوي في المجتمع.




ليست هناك تعليقات: