الأحد، 15 سبتمبر 2019

عندك الكبر








حين تأملت  في معنى آية "وإما يبلغن "عندك" الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما".
لماذا لم تكن "وإما يبلغن الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف...."
ما دلالة لفظة "عندك"؟
هداني تفكيري إلى أن الفطرة السوية بأن يكون الأبناء هم موضع الرعاية والاهتمام، ولكن في كبر الوالدين قد تتبدل الأدوار ويصير الابن هو المسؤول عن الرعاية والاهتمام وهذا عكس الفطرة والغريزة. فقد يتأفف من هذا الحمل ويصيبه الاشمئزاز.
فكان الأمر الإلهي هنا كأنه "حين تتبدل الأدوار بينكما تذكر مافعلاه معك ولا تنهرهما بل ادعو لهما "وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا".
أنار هذا في ذهني أن طالما كان الأباء موضع قوة وهم من يتولون أمر الابناء لن يتأفف أو يشمئز من وجودهما أحد.. التأفف هنا آراه كمن يصدر منه فعل يدل على هذا كالقيء مثلا أو عدم التحكم في الإخراج أو الحركة؛ فينتج عن هذا أفعال تثير الاشمئزاز غير مقصودة وناتجة عن مرض تقدم العمر أو ما شابه.
وهنا تذكر حين كنت طفلا ويصدر منك أمور مشابهة لعدم نضجك ولم يكن منهما سوى تقبل هذا بنفس راضية حتى تجاوزت المرحلة واستطعت التحكم في أفعالك.

هذا ما اهتديت إليه والله أعلم.

ليست هناك تعليقات: