السبت، 22 فبراير 2014

انتهاك البراءة



كانت تغضب كلما سمعت كلمة عابرة في حوار ساخر مع صديقاتها ليس لعدم معرفتها معنى ما يقال فقط،ولكن لرفض صديقاتها إخبارها بها قائلين"لما تكبري" ..ظل هذا الشرط للمعرفة يغضبها فهي وصديقاتها في عمر واحد .. واستمر هذا الوضع حتى وهي على مشارف الثلاثين..قررت أن تقرأ ما يقرأون وتشاهد مايشاهدون علها تعرف ما يعرفون.


لم تكن تعلم بأن نشأتهم هي السبب والأمر ليس له علاقة بالقراءة فهم لا يحبذون القراءة بأي حال من الأحوال.
كانت تعتبر أن أي بيئة تحتوي على أي لفظ بذيء فهي حتماً بيئة ملوثة..
 ماكان يجعلها تتواصل معهم احترامهم لوجودها فلا يتفوهون بأي لفظ أو يستخدمون الممازحة بأي صورة تثير حفيظتها.
ومع الوقت لم يعد الأمر يشغلها فقد أحبت براءتها.
 وجهلها بما لايفيد لا يؤذيها في شيء.. بل لم تعد تسأل كالسابق بل اعتمدت على استنتاجها بأن قطعاً ما يقال لا يصح بغض النظر عن معناها الحرفي.
ولكن لعل أمنيتها الداخلية في الماضي كانت دعاء داخلي وتحقق لها على مهل..

الجدير بالذكر أن الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده فقد تسمع أو تقرأ كلمة من ضمن كلام كتير أو موضوع حيوي فلا تنتبه لوجودها وتمر عليها مرور الكرام بلا اكتراث دون أن تثيرك لتعلم ماهي، حتى وإن شعرت أنها غير ملائمة ولا تصلح أن تستخدمها عموما..
 ولكن إذا ما تكررت هذه الكلمة فستثيرك لتعرف معناها..
 حال كل شيء يتم تداوله بكثرة
مع الوقت يصبح عادي أن تسمعه أو تقرأه ولا مانع بعد ذلك من استخدامه.

لكل من كتب كلمة في رواية أو تدوينة أو حتى على بروفيله على مواقع التواصل الاجتماعي وكانت سبباً في انتهاك البراءة.
هل تدرك حجم ما فعلته .. الكل يكتب على اعتبار أنها حرية شخصية
 ولا يعلم بأن ما يكتبه يقع بشكل أو بآخر في نفس مستقبله.
هل تدرك معنى أن تكون أول من يُعلِم شخص ما تداول الألفاظ البذيئة
 على اعتبار أنها عادي واللي مش عاجبه يشرب من البحر.
هل تدرك معنى أن تفتح القطة المغمضة عينيها على يديك لتجد نفسها في مستنقع.
هل تدرك حجم الجرم الذى ارتكبته في حق كل من كنت سبباً في انتهاك براءته.


على الهامش:
ــــــــــــــــــــــ
رسالة ونصيحة لصديقاتي على مواقع التواصل الإجتماعي:
 ألاحظ انتشار السباب واللعان والدعاء على من يخالف اتجاهات الطرف الآخر والسخرية على الخِلقة وغيرها من الأمور التي تنم عن التذمر والتجهم والاعتراض .. بالإضافة للفظ الاعتراض الأسكندراني الشهير
 والذي كانت تمنعه الرقابة في الأعمال التيلفزيونية القديمة وتمنع الصوت وقتها.
لماذا تملأون صحيفتكم بكل هذه النفايات!.
لماذا تؤذون من يحاول الحفاظ على نفسه نظيفاً!.
لماذا لا تعبرون عن غضبكم بما تفتخرون بوجوده يوم القيامة
 وأنت تقرأ كتابك أمام الله!.
ما يؤلمني أن الرسالة موجهة لبنات
اللي المفروض لسانهم طبيعي مايتفوهش بأي لفظ خارج
 حتى لو في بيتها ولوحدها من باب الحياء على الأقل
 فما حال من تكتب هذا على صفحتها الخاصة
 وهي عندها رجال ونساء باختلاف الجنسيات والأعمار والثقافات!.
مش هقولك ما تكتبيش ولا هحجر على قلمك
 هي صحيفتك فاملئيها بما شئتِ
ولكن منعاً لأي انطباع سلبي يؤخذ عنك
 أنصحك قبل ما تنشري اعملي 
"only me" 


هناك 3 تعليقات:

الأمير يقول...

جميل جدا والله البوست ده

ودي مش اول زيارة ليا طبعا

والصورة جات مناسبة اوي ف آخر البوست

علمنا الله واياكم بما ينفعنا ونفعنا الله واياكم بما علمنا .

تحيتي لكم أختنا .
:)

النسر المهاجر يقول...

مناليزا
كلامك بيلمس سلوك مش منتشر على الفيس بس إنما منتشر فى الشوارع وغيرها من الأماكن حتى وصل احيانا أن البعض يعتبره نوع من التطور اللفظى
سلوك الإحترام والأدب ينتج عن سلوك دينى قويم وهذا ينتج عن تربية صحيحة للأبناء من الاباء ولكن كيف يستطيع انسان غير مهذب ان يخرج للمجتمع انسان مهذب الا لو شاء الله ذلك
أكرمك الله على نصحك وجعله الله فى ميزان حسناتك . ويجب على الجميع ان ينبه لهذه السلبيات الكثيره ومن الجميل ان تكون البدايه فى العوالم الإفتراضية عالم التدوين
تحياتى اختى العزيزه

Unknown يقول...

معك حق.. بس مين رح يعتبر؟!