الجمعة، 17 يوليو 2015

الحبر الأسود




المِحن ذاك الحبر الأسود الذي يترك بصمته ظاهرة على ورقة حياتنا البيضاء
 فيحيلها خبرات تنحت الشخصية على هيئة جُمل وعبارات؛
كحال ورقة الجرائد المليئة بالمقالات المختلفة ؛ فذاك عمود عن شكاوى المواطنين،
 وهذا مكان مخصص لقواعد الإتيكيت، وآخر عن رأي قارئ في كتاب،
 وغيرها من المقالات المتنوعة في الصفحة الواحدة مما يجعلها ثرية ومتنوعة..
فازدحام الخبرات يملأ صفحتنا مما يجعلك في كل مرة تحرص على أن تملأ المساحة الفارغة المتبقية بما هو أولى وأهم حتى إذ لم  يتبقى سوى الهوامش بت تدون عليه رقم تليفون مثلا على سبيل النجدة في حين عدم العثور على ورقة فارغة ..
والجدير بالذكر أن ورقة الجرائد بحبرها الأسود الكثيف تعتبر درع واق
 لعدم المساس بها ومن يفعل فلايلومن إلا نفسه..
فمن غير الصحي أن تلف بها الساندوتشات
 أو أن تجعلها ورقة لتمتص ماتقوم  بتحميره؛
  فالحبر سام سيصل بشكل أو بآخر لمن يتناول الطعام الذي مر به قبلا..
ومن يحاول العبث بها سيطبع الحبر سوادا على يده منذراً ببئس الفعل.
أما الورقة البيضاء الخالية من الحبر المتمثل في الخبرات الحياتية فهي سهلة المرام ومُغرية للعبث بها..
فهناك من يكرمشها ويلقي بها لأقرب صفيحة قمامة دون أن يلتفت أنه كان يستطيع الاستفادة منها،
وهناك من يجرب عليها استخدامه لقلم جديده ابتاعه سواء بشخبطة مبهمة أو بكتابة اسمه،
وهناك من يصنعها على هيئة قرطاس، أو مركب، أو طائرة ورقية...
وهناك من يكتب عليها مهاترات و..و..و..
ولذلك لا تبتئس إذا ما اكتشفت أن ورقة حياتك أصبحت كورقة الجرائد يكسوها الحبر سواداً.