بين السماء والأرض

 تعيش بأخلاق أهل السماء، تعتبر نفسها منهم، لا تنظر إلى أهل الأرض ولا تلتفت إليهم،إلا أن رأت يداً تمتد ناحيتها، راجية مساعدتها، مُتمنية الوصول إلي السماء عن طريقها.
 فرحت فرحاً شديداً؛ فهى تريد من أهل الأرض جميعاً أن يصعدوا إلى السماء بأخلاقهم. وحينما رأت من يطلب هذا بنفسه، وبكامل إرادته، كان حقا عليها تلبية الرجاء؛ فهو لن يستطيع الصعود بمفرده، لذا وجب عليها أن تنزل إليه؛ لتهيئه لرحلة الصعود.
 فى البداية رأته سعيداً جداً بما كان يتدرب عليه، وأصبح بينهما لغة حوار عن حلاوة العيش على الأرض بروحانية أهل السماء، وكأنه كان ينبهها لكونها من أهل الأرض، وإستقرارها فى السماء لا ينفى موطنها الأصلى.
بدأت تتعلم منه خصال أهل الأرض، وبدأت تنتبه لأشياء كانت غافلة عنها.. ورويداً رويداً بدأت تشعر بأن هذا ليس طريقها؛ فهى إختارت السماء من قبل، ولن تتنازل عنها؛ فتركته بعد شقاء.. محاولة الصعود مرة ثانية. إلى أن تمكنت من الصعود لمكانها فى دنيتها المفضلة.

 بعد فترة ليست بالطويلة، سمعت طرقات على بابها، ولما كان الصعود لمكانها ليس بالأمر الهين.. تفائلت خيراً بالطارق، الذى صعد إلى السماء بسهولة ويسر، وحينما فتحت، وجدته يسحبها سريعاً للنزول، ليس إلى الأرض فقط.. ولكن إلى أعماق الأرض.. ولأنها ليست خبيرة بما يدور حولها لم تكن تدرى أين هى.. إلا أن صُدمت بالواقع، الذى يعنى أنها عليها أن تصعد من هذه الأرض الشيطانية أولاً، إلى الأرض البشرية.. ثم بعد ذلك تصعد إلى السماء، وهذا يعنى بأن الرحلة ستكون شاقة جداً عليها، وأقوى من كل تحملاتها..  وبالفعل بعد مشقة صعدت إلى الأرض البشرية، وفى خلال رحلتها هذه.. ياهول ما رأت، و سمعت، وتعلمت، وشعرت بأنها تشربت من طباعهم السيئة.. من الظلم، والحقد، والقسوة، وكانت بداخلها تبكي، وتتضرع إلى خالقها؛ فهي تعلم بأن هذه ليست دنيتها، وترفض أن تكون كأهل الأرض.. ظلت تبكي كثيراً لما وصلت إليه من طباع أهل الأرض الجافة، إلى أن وضعت فى تجربة حقيقة ساعدتها على الصعود إلى السماء مجدداً.

فى أثناء صعودها إلى دنيتها المفضلة، عزمت بألا تعود إلى الأرض مجدداً، مهما كانت الإغراءات.

تفاجئت بأن صفاتها أصبحت بشرية، وهذا يمنعها من الصعود إلى السماء.. ولكن أيضاً طبيعتها ملائكية، ولا تستطيع أن تحيا على الأرض.

- تمت-.

سؤال جانبى:
ـــــــــــــــــــ
ما رأيكم فى أسلوبى الأدبى فى الكتابة؟.