حجابى رمز حيائى

تخيلت نفسى أسكن فى هذا المكان الرائع المحاط بالزرع والبحر ولا يوجد معى سوى محارمى فقط والمكان الواسع من حولنا لايسكنه أحد ..
رأيت نفسى هناك عايشة حياة كاملة إبتداءاً من الإستيقاظ فى السابعة صباحاً- طبيعى أصحى بدرى الجو أصلاً يشجع على كده- لأستمتع بجمال الطبيعة واستنشق هواءاً نظيفاً من خلال الشهيق الذى أعتقد أنه سيستمر أطول من المعتاد بثانيتين أو ثلاثة لأتجرع أكبر كمية ممكنة حتى تأخذ رئتى مايكفيها ..
ووجدت نفسى تلقائياً أقرر أن أمارس رياضتى المفضلة المشى السريع والجرى ثم بعد ذلك يأتى موعد الإستحمام اليومى ثم تحضير الفطور وتناوله مع عائلتى..
وجلست فى الشرفة مصطحبة كتابى المفضل إلا أن يأتى موعد الغدا فأقوم بمساعدة أمى فى تحضيره .. ثم تتجمع أسرتى على مائدة واحدة وجلسة عائلية لطيفة مليئة بالحوارات والدعابات الأخوية المحببة للنفس..
ورأيت الشمس قبل دنوها من الغروب بساعة واقتراح أخوتى بأن ننزل سوياً إلى البحر ووجدت نفسى أتوق إلى هذا واستغرقت وقتاً كثيراً فى التفكير عن ما سأرتديه حين نزولى البحر.. فأنا أعلم بأن المكان خالياً من البشر ولايوجد سوانا..
فهل أتنازل عن حجابى وأنا فى هذا العراء لأستمتع بمداعبة الهواء لخصلات شعرى؟.
هل أتنازل عن عباءتى الواسعى وأستبدلها ببنطلون وبادى؟.
هل أترك نفسى على سجيتها تماماً دون قيد بالحجاب؟.
وبعد تفكير عميق قررت بألا أتنازل عن حجابى أبداً ماحييت وطالما مازلت فى الدنيا فأنا مُلزمة بارتدائه كاملاً حتى لو كنت فى صحراء طالما أنا خارج بيتى..
وجلست أنتظرهما على الشاطئ ..فحجابى يحتم علىَّ عدم نزول البحر مهما كانت رغبتى وإغراءات الجو الربيعى.

ولكنه لم يمنعنى من التأمل فى بديع خلق السماوات والأرض.
لم يمنعنى من الاستمتاع بالمناظر الجميلة.
لم يمنعنى بأن أدعو الله أن يعوضنى فى الجنة ببحور كثيرة وأماكن أجمل.
لم يمنعنى من أن أجلس على الرمال وابنى قصور.
لم يمنعنى من أن أسامر أمى.
لم يمنعنى من أن أكتب مايدور بداخلى.
لم يمنعنى من التفكير ومن استخدام عقلى.
لم يمنعنى من الإعتماد على النفس.
لم يمنعنى من النظافة والحفاظ على مظهرى دائماً لا ئقاً بأمة الله.

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك.
اللهم توفنا مسلمين والحقنا بالصالحين.
اللهم إذا أردت بقومِ فتنة فاقبضنى إليك غير مفتون.

سؤال جانبى:
ــــــــــــــــــــــ
* لو هتتخيل نفسك فى مكان دلؤتى ياترى هتكون فين ومع مين وبتعمل إيه؟.