الأحد، 26 أغسطس 2012

المنصف


كان يرى البيت كله يقف دائماً فى صف شقيقه الأكبر حتى لو كان مخطئ.. فكان يكتفى بالبكاء ويسب أخاه فلا أحد يصدقه.. ومع ذلك كان يتم عقابه على سب أخاه الأكبر دون أن ينتبه أحد للسبب الذى يدفع هذا الصغير بسب أخاه والبكاء الدائم حينما يكون بصحبته..
الشقيق الأكبر طفل فى السادسة من عمره (يستطيع التحدث والدفاع عن نفسه ببراعة وملامحه تشبه ملامح والده كثيراً)

الشقيق الأصغر طفل فى الرابعة (يقوم دائماً بتقليد شقيقه واعتباره مثلاً أعلى ولكنه لا يستطيع التعبير عن نفسه وملامحه تشبه ملامح والدته).

فى كل مرة يقوم الصغير بالبكاء يأتى أحد من الكبار ليرى ما يحدث.
فيقول الطفل الأكبر: لقد أخذ لعبتى.. فيتم أخذها من الصغير واعطائها للطفل الأكبر.. فيتشنج الصغير ويسب أخاه فيتم عقاب الصغير على التلفظ بسب أخاه.

علم الصغير بأنه لن يتم إنصافه أبداً ولهذا لم يحاول مرة أن يدافع عن نفسه فحتى لو حاول لن يصدقه أحد فهم يحبون أخاه أكثر منه..
وفى مرة أرد الطفل الأكبر أن يأخذ اللعبة من الصغير فلم يرض أن يعطيها له ..
فقال له: إذن سأخبر جدتى وهى ستعطيها لى وستعاقبك أيضاً..
أعطاها له الصغير بقهر وهو يسبه.. هم أحد الكبار أن يعاقب الصغير .. فخرجت العمة لتنصف الصغير فقد سمعت كل شئ وعلمت بأن الصغير لا حيلة له وأن الكبير ماهو إلا طفل أنانى يستغل حب الكبار له وقلة حبهم لأخيه الصغير..فأخذت اللعبة من الطفل الأكبر وأعطتها للصغير مع ابتسامة فى وجهه ونظرة غاضبة للطفل الأكبر قائلة: بأن هذه ليست لعبتك هى لعبة أخاك الصغير فقد قمت بتكسير لعبتك الشبيهة لها من قبل.. أراد الاعتراض.. فذكرته :أنا اشتريت لكما لعبتان شبيهتان ولكن لعبتك كانت صفراء اللون ولعبة أخيك حمراء اللون.. فإذا كنت تريد أن تلعب بها قليلاً فعليك أولاً أن تستأذن أخاك أو تنتظر حتى ينتهى من اللعب بها لا أن تأخذها منه عنوة فهو ليس مسئول عن تكسيرك للعبتك.
وبعدها إذا ما أصاب الصغير أى شئ ولو حتى قرصة نحل أو رؤية صرصار ينادى عمته فهى من ستنصفه وستبعد عنه السوء.. والطفل الكبير أصبح يعلم بأن أخاه الصغير لم يعد لوحده فقد آتى من ينصفه ويقف جواره ولهذا هدأت الحرب بينهما.. وأصبحا يلعبان سوياً فى تناغم .
- تمت-




هذا الموقف البسيط مثال حى لنصرة المظلوم حتى لو كان طفل صغير..
فما أجمل أن تكون فى حياة الآخرين المنصف الذى يأتى بالحق الضائع والذى يرد الظلم عن الآخرين..
إذا تعرضت لموقف ستكون فيه قاضياً فلتسمع الطرفين أولاً ولا تميل لمن تربطك به صلة قرابة أو مودة أو حتى يشبهك فى الملامح على حساب الطرف الآخر..
اتقِ دعوة المظلوم حتى لو من طفل صغير.
على الهامش:
إذا كان فى حياتك شخص تثق بإنه حقانى ومنصف للغلابة وعلشان كده بتحب دايما تروح له وبتبقى مبسوط لو عرفت انه هيكون مسئول عن التحكيم بينك وبين أى شخص فلله المثل الأعلى فعليك أن تثق بالله كثقتك بهذا الشخص وأكثر .. فالله هو من جعله هكذا وهو من يجرى الحق على لسانه لينصر به المظلوم .. ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.

سؤال جانبى:
هل تعرضت لموقف مشابه من قبل؟
(ظالم - مظلوم- قاضى)

هناك 6 تعليقات:

ظلالي البيضاء يقول...

جزاكم الله خيراً أختي منى ..
كل عام وأنتم بألف خير ..
مع التحية الطيبة ..

Unknown يقول...

أنا تقريباً عايشه في القصه دي على طول :)
بس أنا لا بنصف حد و لا بعاقب حد
بزعق لهم هما الإتنين و أريح دماغي
:)

ghoneem يقول...

يااااااااااااه
انت جيتي ع جرح جامد أوي
بس الواحد لما بيكون مظلوم دايما بيبقي أحسن وأريح حتي لو بيتعب شوية لكن أكيد بعد فترة بيرتاح أنه مش ظالم
الظلم بصوره وأشكاله بقي حاجة معانا ف الحياة زي المياه والهو كدة
نقول بس حسبنا الله ونعم الوكيل عشان نفوز بالأجر ونصبر ع الظلم

انا حتي شايف ان التغيير اللي حصل ف البلد " بعيد عن ثورة أو كلام من ده " شايف انه بسبب الظلم اللي ملا البلد
ربنا ورانا جزاء الظالم ف الدنيا قبل الأخرة علنا نعتبر

ربنا يرد عنا الظلم ويعيذنا من أن نظلم أو نظلم

تحياتي كتيييير وبالتوفيق......

غير معرف يقول...

قصه جميله وبتتكرر كل يوم مع اطفالنا
بالنسبه لسؤالك انا كتير مش بعرف ادافع عن نفسي واطالب بحقي لاني مش بعرف ارتب الدفاع زي غيري وطبعا بتعرض للظلم بس مش بيبقي قدامي غير ربنا هو شاهد ع اللي بيحصل وبقول حسبي الله
وساعات غصب عني ببقي قاضي وانا مش بحب الدور ده لاني بخاف اظلم حد وانا مش قصدي
الموضوع فعلا رائع وهادف بجد
تقبلي مروري
تحياتي

faroukfahmy يقول...

منى
الطقل يشعر باحساس قد لايصل الى قدره الكبير

موناليزا يقول...

أهلا بكم جميعاً
وشكراً لتعليفاتكم
وأرجو قبول معذرتى فى عدم الرد على كل تعليق على حدة
واعذرونى لتقصيرى عموما
ودعواتكم لأعود كسابق عهدى

نورتونى وفى انتظاركم دائماً