الأربعاء، 5 فبراير 2014

الشجرة الصلعاء



تقف شامخة كالمعتاد. لم يفزعها تخلي أوراقها عنها  لتصيرعارية إلا من أغصان هشة.
تستقبل الطيور بود علهم يكسون ما تبقى منها..تعتبر نفسها منارة أكثر منها محطة استراحة للطيور المختلفة فى رحلتهم السرمدية عبر الفضاء..
تسعد لاستقبال زوجين من العشاق حتى وإن لم تقدم لهم الظل المناسب الذى يحتاجونه.
فهي أصبحت رمزا لمكان يجتمع المغتربين فيه.
تبتسم لمحاولاتهم في تخليد ذكرى زيارتهم لها بحفرأسمائهما وتاريخ لقاءهما مع وعد بعدم الفراق عبر الكلمة الشهيرة" for ever".
تصادق السحاب وتتمايل أغصانها مبشرة باستقبال وليد السحاب.
تنتشي حينما يعانقها المطركطفل جاء لأمه بعد غياب..
تخبر الشمس عن صديقها الليلي المتقلب الأحوال فتارة هلال وتارة مُحاق وتارة أخرى قمر.
تخبر القمر عن رأيها فى تطريزات السماء المُسماة مجازاً نجوم، فيخبرها بأن السماء زينت من أجلها.
تعشق الرياح رغم أنه يجعلها تتخلى عن وقارها وتترنح كالمرأة الثملة.
تشفق على الأعشاب المحيطة بها فهم يرونها مصدراً للقوة ويعتقدون أنهم سيصيرون يوماً مثلها.
تفرح حينما يطلق عليها أحدهم "الشجرة بتاعتنا " عرفاناً منهم بشهادتها الوفية على حبهما الطاهر.
تستمع لطموح شاب يأتي بطاولة صغيرة عليها بضعاً من عصير البرتقال ليشريها للمارين.
تتألم حينما يقطع أحدهم جزءاً من ساقها ليشبع رغبته السادية في التخريب.
وتبقى شاهدة على مجريات الأيام وانقلاب الدهر على البشر.






هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

السلام عليكم
عجبنى اوى اسلوبك عن الشجره الصلعاء
تحياتى لقلمك
اتمنى التواصل
منتظره زيارتك لمدونتى

Unknown يقول...

حلوة أويييييييي التدوينة دي

دمت مبدعة