عن التغيير أتحدث

قامت دعوات كثيرة بعد الثورة تطالب الشعب بالتغيير وتدعوا لها بكل ما أوتيت من قوة سواء بحملات على الإنترنت أو برسايل على الموبايلات.. ولا أنكر سعادتى بهذا الحماس وبحب الوطن الظاهر من خلال الكلمات وربما الأفعال إذا ما سنحت الظروف.
ولكن هذه الحملات المتنوعة غفلت على أن الإصلاح يبدأ من الداخل أولاً.
فعلى كل إنسان أن يبدأ بنفسه قبل أن يقود أى حملة لأنه سيصبح رمزاً أو قدوة فإذا كان هذا الرمز لايصلح لأن يكون قدوة صالحة فكيف له أن يتوقع نجاح حملته!.
على سبيل المثال:
كيف لمن لا يستطيع كتابة الكلمات وتهجئتها بشكل صحيح أن يكون مسئولاً عن كتابة الشعارات!!.
ابدأ بنفسك وتعلم كيفية الكتابة الصحيحة فهذا لن ينقص من قدرك شيئاً فهذه الشعارات أو المواضيع التى تكتبها لصالح حملة التغيير سيقرأها العالم ومن غير المستحب أن تكون مليئة بالأخطاء الإملائية.
كمن يكتب ديموقراطية " بالتاء" أو عايزين" بالذال" أو رد "بالضاض " أو "هى " ضمير الغائب تكتب خطأ "هيا"
وغيرها من الأخطاء التى تحتاج حقاً إلى وقفة فليس كل من لدية قلم ومساحة فارغة يستطيع الكتابة.. تعلم أولاً ثم اكتب كما تشاء.

* كيف لمن لا يقبل النقد ويهوى أن يسمع تصفيق الجمهور على مايقوله حتى وإن لم يسمعوا ما قال أن يساهم فى نهضة البلاد!!.

* كيف لمن لا يجيد فن الحوار ويعتبر أى اختلاف معه بمثابة عداء شخصى أن يتكلم باسم الثورة!!.

* كيف لمن لا يسمع سوى صوت نفسه أن ينجح!!.

* كيف لمن يسرق أفكار الغير وكلماتهم وينسبها لنفسه أن يكون صاحب تغيير بناء فى البلد!!.

أتذكر مواقف أثارت دهشتى منها:
- كانت تتحدث معى فتاة جامعية فى احدى الجمعيات الخيرية وأصبح بيننا ألفة فقالت لى بأنها تريد أن تفعل شئ للإسلام حتى تلقى الله وهى فخورة.. فإزاء هذا القول نبهتها بأن ملابسها شديدة الضيق والتجسيم وهذا يتنافى مع ما تريده فضحكت قائلة : ده كويس انى اتحجبت أصلاً وده بصراحة آخر ماعندى!!!.
تعليقى: انه إذا كان جواكِ حلو وفيه خير وحب لله يبقى إيه المانع لما بره يبقى زى جوه لأن عشان الناس تعرف اللى جواكِ لازم هتعدى على براكِ اللى فى الغالب مش هيكون فى صالحك.
عاوزة تغيرى البلد ومش عارفة تغيرى طريقة لبسك؟.

- حينما وقعت حادثة الكنيسة ووجدت بعضاً من المسلمين يرفعوا شعار الهلال والصليب فبينت اعتراضى على هذه الصورة لأن إذا كان الصليب هو رمز المسيحيين فالهلال ليس رمزاً للمسلمين وأن هذا الشعار كان له سبب أيام ثورة 19 لكن دلؤتى مالوش غير معنى اننا رافعين صورة للصليب وبس وهذا يتنافى مع عقيدتنا.. طبعاً اتهمت وقتها بأننى ضد الوحدة الوطنية!!.

تعليقى: ليس بالشعارات والحماس الزائد الذى ينافى عقيدتنا الاسلامية أظهر استنكارى وإدانتى لمن قتل وسفك الدماء.

- فى بعض المدونات أضيف معلومة أو تنبيه أو اترك ملاحظة أو أصحح أخطاء لغوية وتكون النتيجة ياإما الثورة ضدى
- وكأنى المفروض ادخل اصقف للكاتب وأشيد بكتاباته حتى لو لم تروقنى-.
أو يشكرنى ولايبدى أى تعديل لما نبهته له !!.

تعليقى: إذا كنا لا نقبل النقد أو النصيحة فكيف نطلب من غيرنا أن يقبله!.

- فى إحدى الجروبات على الفيس بوك كنت أتحدث عن إنجازات عمرو خالد للشباب فوجدت هجوم شديد على الرجل لا لشئ سوى أنهم سمعوا احد الشيوخ قال عليه كذا وكذا أو لكراهيتهم له وبحكم استماعى الجيد ومتابعتى لما يقوله عمرو خالد نفيت ماقالوه عنه وشهدت بالحق لما أعرفه عنه ولكن الهجوم لم ينقطع مما جعلنى أنهى الحوار سريعاً فدينى يمنعنى عن الجدال حتى وإن كنت مُحقة. فمن يتحدث يختلف لمجرد الاختلاف !!.

تعليقى: لا أحد معصوم من الخطأ ولكنى لا أرى أى غضاضة فيما يفعله لنهضة بلدى فهو رجل أفعال لا أقوال.

- إحدى الصفحات على الفيس بوك تطالب بانتخاب الشيخ الفلانى رئيساً للجمهورية.. وكان تعليقى بأن ليس كل من نحب ان نستمع له وبغض النظر عن ثقافاته او مؤهلاته نرشحه رئيساً لنا فهناك مقومات أخرى أهمها قبوله عند جميع الفئات وقدرته على التحاور ورصيده من الانجازات التى تشهد له وسماعه للآخر مهما اختلف معه وقبل كل هذا براعته السياسية وغيرها من الأمور التى قد تغيب عن ذهننا ..وكانت النتيجة حذفى من الجروب!!!.

تعليقى: لم أخطئ فى شخص الرجل وليس هذا لكمال فى شخصه ولكن لأن هذا ليس من شيمى .

- نشر أخبار غير مؤكدة أو كاذبة ولايذكر المصدر كموت "سالى زهران" التى قالوا انها استشهدت فى ميدان التحرير لتخبرنا والدتها بالفيديو بأنها سقطت من البلكونة وهى تهددها بأنها ستقفز إذا لم توافق على نزولها للتظاهر فى سوهاج- مدينتها- فاختل توازنها لتسقط من الدور التاسع!!.
وانتشار صورتها وهى محجبة وانها ماتت بالحجاب ولايجوز نشر صورها لنفاجئ بشقيقها يقول بأن شقيقته خلعت الحجاب منذ شهرين!!.
فى صالح من هذه الأخبار المتفبركة؟؟.

وإذا تحدثت فى هذا فأنا- من وجهة نظرهم- أطعن فى دماء الشهداء!!!.

- ظهرت عدة جروبات على الفيس بوك هدفها الوحيد السخرية تارة من الرجل اللى واقف ورا عمر سليمان وتارة لبلوفر أحمد شفيق وتارة لمبارك و للقذافى وغيرهم وبغض النظر عن أى شئ أجد أنه لايجوز ولايحق لنا أن نسخر من الآخرين.. هذه قناعتى الشخصية . ولكنى أجد التعجب من رد فعلى وكأننى من العمالة الأجنبية!!.

تعليقى: لم أفرض أرائى على أحد أنا فقط أعرضها وأرحب بمن يتفق معى أو يعترض عليها بسبب منطقى خالى من أى انفعال ولكنى حقاً لا أقبل أن تصبح القضية اختلاف شخصى وعداء غير مبرر.

وكأننا نتمتع بثقافة من ليس معى فهو ضدى!!!.
أين الديموقراطية وحرية التعبير الذين تطالبون بها!.

هل حقاً نريد أن نتغير للأحسن؟؟.

إذا أردت أن تدعو للتغيير إسأل نفسك أولاً هل أنت حقاً لا تحتاج إلى تغيير.
هل تستطيع أن تتكلم مع الناس فى أى مواضيع بطريقة مهذبة ؟.
هل تذهب عملك فى موعده المحدد وتبدأ فيه سريعاً أم تنتظر أن تفطر وتشرب كوباية شاى؟؟.
هل تتسرب من شغلك قبل موعد الانصراف الرسمى بساعتين مثلاً؟.
هل تستخدم هاتف عملك فى مكالمات خاصة بك وبعيدة تماماً عن سير العمل؟
هل تتشاجر مع جيرانك وأهلك لأنهم مختلفين مع طريقة تفكيرك؟.
هل تعتبر أى امرأة ماشية فى الشارع مهما كان عمرها أنها إحدى محارمك؟.
هل أخلاقك الطيبة هى أول من يطرق فى ذهن من يسمع اسمك؟.
هل تدعو لتنظيف الشوارع وأنت أول واحد معروف عنه فى بيتك بالإهمال؟.
هل ناوى تزور أسر الشهداء ومصابى الثورة وجارك بيموت بقى له شهرين ومافكرتش تسأل عنه؟.
هل ترفض النصيحة أم تتقبلها بصدر رحب؟.
هل تضيع وقتك فى عمل جروبات تافهة على الفيس بوك بلا أى غرض سوى السخرية وإضاعة الوقت؟.
هل تستثمر وقتك حقاً؟.
هل تعتذر لمن أخطأت بحقه؟.
هل تقبل اعتذار الآخر لك؟.
هل مازالت قدوتك المطرب الفلانى أو لاعب الكرة العلانى؟.
هل تحرص على أداء الصلوات المكتوبة فى وقتها؟.
هل تحاول أن تتعلم كيف تقرأ القرآن قراءة سليمة حتى تكون صلاتك صحيحة؟.
هل تحاول زرع الأشجار فى مدينتك وأنت قاطع رحمك؟.
هل تعمل أى شئ حقاً بإتقان؟.
هل ما زلت تمشى بين الناس بالغيبة والنميمة؟.
هل تنشر أى خبر تقرأه أو تسمعه دون أن تتأكد منه ودون أن يكون لك هدف محدد سوى أن تظهر فى الصورة؟.
هل مازلت مستمر فى شرب السجائر والحشيش والخمور أم أنك نويت حقاً التغيير؟.
هل مازلت تظلم زوجتك؟.
هل ما زلت تغضب لأتفه الأمور أم أنك حقاً نضجت عقلياً؟.
هل إذا طلب أحدهم رأيك فى شخص لا يعجبك يكون ردك هو سب وإهانة هذا الشخص أم تقول رأيك فى تهذيب وبتحديد نقاط الاختلاف بينك وبينه؟.
هل مازلت تكذب لتبرر تصرفاتك وأنت تعتقد بأنها فهلوة؟.
هل تقود سيارتك بسرعة فائقة وسط الشوارع المكتظة ؟.
هل تحرص على ارتداء حزام الأمان أم مازلت معتقد بأنه مالوش لازم؟.
هل تحترم الإشارة حتى وإن لم يوجد شرطى مرور؟.
هل جعلت قضيتك هى سب وإهانة من يختلفون معك حتى تثبت لنفسك بأنك صح؟.
هل تكرم ضيفك ؟.
هل تساعد محتاج؟.
هل أنت مرن فى التعامل مع الآخرين أم إنك فظ غليظ؟.
هل... وهل... وهل ...

مع احترامى للجميع الثورة ليست عصا سحرية فالمواطن الصالح لا يحتاج إلى انقلاب عسكرى حتى يشع ضوءه الأبيض على الآخرين.. أما من كان يتحجج بفساد النظام ليمارس إهماله وفساده فعليه أن يتغير أولاً قبل أن يكون صاحب شعارات.

مازلت أقول بأننا سفراء للإسلام شئنا أم أبينا وعلينا أن نكون قدوة صالحة للآخرين مهما كانت الظروف.
ولكن مادمنا نريد أن نكون شعباً صالحاً مسلمين وأقباط فلنبدأ أولاً بأنفسنا .

فمن الخطأ أن تحاول تغيير من حولك وتنسى أن تبدأ بنفسك.