الصداقة وطول العِشرة

يوجد فرق كبير بين الصداقة بمفهومها لدى الجميع وبين طول العِشرة.
فليس من الضرورة أن يخلق طول العِشرة صداقة لأن طول العِشرة يصبح تعود مش أكتر كمعاشرتك لجيرانك وأقاربك وزملائك سواء فى الدراسة أو فى العمل بمعنى أن وجودهم مفروض عليك بحكم تواجدكم فى مكان واحد.
لكن الصداقة بيتحكم عليها من كثرة المواقف وليس من طول العِشرة.
فهناك مواقف لاتصدر من صديق.
على سبيل المثال:
- الصديق لا يتأفف من شكوى صديقه بل يسمعه بصدر رحب.
- الصديق لا يسخر من تجهم صديقه وغضبه بل يحاول التخفيف عنه.
- الصديق لا يترك صديقه وقت ضيقه قائلا: "لما مزاجاك يبقى كويس ابقى كلمنى "..بل يظل معه حتى لو لو يتحدثا.
- الصديق لا يختلس النظر لأشياء صديقه الخاصة ويمد يده ليأخذها دون إستئذان بل يغمض عينه عن شئ ظهر أمامه فجأة وخاصة إذا كان يعلم بأن صديقه لا يفضل هذا الأسلوب ويعتز بخصوصياته وبأشيائه الخاصة مهما بدت تافهة للجميع.
- الصديق لا يعاتب صديقه على بُعده بل يبادر بالسؤال عنه ويطمئن على غيابه.
- الصديق لايضع صديقه فى موقف محرج متعمداً بل يكون له السند فى جميع المواقف.
- الصديق لايطمع فى ممتلكات صديقه بل يكون عفيف النفس.
- الصديق لايستغل صديقه ويعتمد على ما معه بل يحبه لذاته.
- الصديق لايحقد على صديقه وما معه ولا يسأل عن كل شئ ولا يتدخل فيما لادخل له فيه بل يترك لصديقه حرية الاختيار فى أن يفضفض معه وان يظهر له مايريد إظهاره ويخفى عنه ما يريد إخفائه.
- الصديق يعرف جيداً ماعليه من واجبات تجاه صديقه كما يعلم حقوقه.
- الصديق لا يتردد فى إخبار صديقه شئ مهم بالنسبة له دون أن يقايضه( هات لى كذا وأنا أقولك).
- الصديق لاينظر لكل شئ يرتديه صديقه ويسأله عنه( بكام؟, منين؟, لبسته قبل كده؟...).
- الصديق من أبسط تعريفاته أنه يراعى مشاعر صديقه فى أى شئ مهما كان.

فالصداقة كلمة غالية جداً ولا توجد على سبيل الصدفة .
فهى تتكون من مواقف صغيرة تتراكم فوق بعضها مكونة شيئاً كبيراً يسمى الصداقة.