الأحد، 21 أكتوبر 2012

مفترق الطرق


كانت تجلس فى النادى وأمامها منضدة تحوى بعض الحلويات تقوم ببيعها و ثمن الحلوى سيذهب للجمعية الخيرية المتطوعة فيها.. فهذا هو يوم اليتيم وقد قامت الجمعية الخيرية بعمل كرنفال فى النادى مع حفلة خاصة بالأطفال .
ولأنها لا تفضل جو الحفلات الملئ بالضجيج والزحمة اختارت أن تكون مسئولة من ضمن المسئولات عن الكرنفال.
فالجميع هنا فتيات وهى بطبعها لا تحب الاختلاط وهذا غير متوفر فى الحفلة.
وأثناء إندماجها فى بيع الحلويات للأطفال فوجئت بخطيبها الذى حضر معها ولكنه ذهب ليحضر الحفل.
يقول لها: مش يلا بقى نمشي.
صدمت من قوله فاليوم لم يبدأ بعد وهى مستمتعة جداً بوقتها بالإضافة لأنه هو من صمم أن يأتى معها وهى كانت على أتم استعداد أن تذهب بمفردها فهى تعلم جيداً بأن هذا الجو لا يروق له.
فقالت له: مش لسه بدرى!.
أجابها بانفعال: لا بدرى ولا حاجة.. أنتِ عملتى اللى عليكِ وأى حد من الموجودين ممكن يقوم بدورك.
- طيب مانستنى شوية.
- أنا هستناكى فى العربية.. ما تتأخريش.. وتركها وانصرف.
شعرت بالحرج البالغ وسط جميع الفتيات من هذا التصرف واعتذرت مبتسمة وطلبت من إحداهن أن تقف مكانها وسلمت لها العُهدة من حلوى ونقود ودفتر تكتب فيه ما تم بيعه وذهبت لتلحق به.
------------------

فتحت باب السيارة وجلست جواره وقبل أن يهم بتشغيل المحرك لتستعد السيارة للتحرك..
سألته متجهمة: عايزنا نمشى دلؤتى ليه؟
- وهنقعد أكتر من كده نعمل إيه؟.
- حاولت أن تتمالك أعصابها وتمتص غضبه فقالت: هو فى حد ضايقك؟.
- وهنا انفجر فى وجهها قائلاً: وإيه اللى هيضايقنى أكتر من إنك سايبانى لوحدى ده كله.. أنا جاى أصلاً علشانك تقومى تسيبينى وتقعدى فى الكرنفال!!.
- طيب ما أنت عارف النظام وأنا قايلة لك قبل ما نروح وأنت وافقت.
- ما توقعتش إن الموضوع هيكون مُِمل كده.. أنا معرفش حد هناك.
- طيب وماتعرفتش على الناس ليه.. ماشاركتش فى الحفلة ليه ما أنت بتحب الجو ده!.. كان ممكن حتى تلعب مع الأطفال .
قاطعها بحدة قائلاً: مالى أنا بالجو ده!!.
- فلتت أعصابها وقالت بغضب: وأنا كمان ذنبى إيه أنى ماكملش اليوم!!.
- يا ستى أنا كده ومش هتغير.
- وأنا كمان كده ومش هتغير.
-بطلى تكونى متزمتة برأيك.
- متهيألى أنت واخدنى من على سجادة الصلاة وعارف أنا بفكر إزاى.
- وأنت وافقتى عليا وأنا طالع من الخمارة.
- من الخمارة!!!..يا راجل مش تقول!!.. أنا بقى أول مرة أعرف تاريخك المشرف ده.. وعموماً أنت كده حلتها أنا وأنت ماشيين فى طريقين مختلفين تماماً وعمرنا ما هنتقابل إلا لو حد فينا اتنازل عن طريقه وراح فى طريق التانى وأنا عن نفسى عمرى ما هكون فى طريقك.
- حاول أن يتمالك أعصابه قائلاً: أنتى كبرتى الموضوع كده ليه.
- قالت بحدة: لأن الموضوع فعلاً كبير.. واضح أنى اتسرعت لما وافقت اتخطب لك رغم اختلاف أهدافنا.. بس تعرف كده أحسن.. فسخ الخطوبة دلؤتى أهون من طلاقنا بعدين.
- طلاق إيه وفسخ خطوبة إيه؟؟ أنتى تقصدى إيه؟.
- خلعت الدبلة ووضعتها أمامها قائلة وهى تفتح باب السيارة: قصدى أنى راجعة للأماكن اللى بلاقى نفسى فيها.
- كل ده علشان قلت لك كفاية كده على يوم اليتيم بتاعك.
- ردت بهدوء: احنا فعلاً ما ننفعش لبعض.. مفيش هدف واحد مشترك بينا.. أنت عايزنى أكون معاك فى الحفلات المختلطة وأقضيها رقص وتصوير وأنا عمرى ماهوافق على الجو ده والنتيجة إننا بنتخانق فى كل خروجة لينا سواء كنت أنت المقترح المكان أو أنا لأن الأماكن اللى أنا بقترحها بتخنقك والأماكن اللى أنت بتقترحها بتصيبنى بالقرف.. لأ وكمان مفاجئتك ليا أنك خمورجى ودى حاجة أنا ماكنتش أعرفها وبشكرك أنك عرفتهالى فى الوقت المناسب.
أنت شايف إننا ننفع مع بعض!!.
ما تضحكش على نفسك.. أنت شايفنى مجرد واحدة صعبة عليك معرفتش تخرج معاها إلا بالخطوبة وأنا بغبائى صدقت أنك بتحبنى وقلت إيه اللى يخلى واحد مقطع السمكة وديلها ياخد واحدة معقدة زى ما بيقولوا عليها.. لكن مع الوقت عرفت إنك ماحبتنيش أنا .. أنت حبيت تجرب نوع جديد من البنات ماجربتوش قبل كده.. لو كنت حبتنى كنت هتستمتع بقضاء أى وقت معايا فى أى مكان مهما كان غريب بالنسبة لك..كنت هتبقى فخور بيا أنى أرفض أرقص قدام الناس فى أى حفلة نروحها مش تضايق وتتخانق معايا..مشكلتك أنك بتحاول تاخدنى لطريقك وكأنك متراهن عليا وناسى أن طريقك ده يكسف والمفروض أنت اللى تحاول تيجى معايا فى طريقى عشان ربنا يقبلك بعد كل البلاوى اللى كل يوم بكتشفها فيك.. عرفت بقى أنى مش مكبرة الموضوع.
عرفت بقى أننا بجد ما نفعش لبعض.
ونزلت من باب السيارة وأغلقته خلفها دون أن تنتظر رده وهى تشعر بأنها أزاحت حملاً ثقيلاً كانت تحمله على عاتقها.

-تمت-.

هناك 6 تعليقات:

محمد سلامة يقول...

الله
مبدعة كعادتك
بس وجهة نظرى هى يقع عليها بعض الخطأ
بنات كتير ملتزمة بتقع فيه لما بتتنازل عن كل مواصفات الإلتزام اللى عايزاها وبتقول يمكن ربنا يهديه على ايدى وهى نفسها مش مصدقة ده !!
تحياتى

E73 يقول...

وهي وافقت عليه ليه من الأول؟ وازاي كانت بتخرج معاه في خطوبة وبس؟

Om Zaina يقول...

رائعة
ياريت كل البنات بالالتزام ده
ياريت كل البنات عندها الثبات ده
تعرفي
جوزي مش بنفس درجة التزامي
وفيه بيننا خلافات كتير .. بس خلافات لطيفة
زي مثلا لما ياكل وجبة تقيلة ويكسل عن الصلاة في المسجد
افضل ازن وازن .. لغاية ما ازهقه
وساعات يتعصب ويقولي هو انا عيل صغير
اقوله اه
وارجع ازن لغاية ما ينزل :)
أسعد الله مساءك بكل خير

eng_semsem يقول...

بصراحه انا مش مع بطلة القصه يعني هو لو كان وحش اكيد هيحتاج وقت وصبر للتغيير واحيانا بيكون الوضع مش اكتر ان هي ده حياته ومش يعرف يعني ايه اختلاط او يعني ايه حفلات ممكن حد يكرهها لانها بالنسبه ليه كانت احلى حاجه في الدنيا وشايفها مش مستعده تساعده واكيد طبعا ده مش هيبقى بانها تمشي بطبعه انما تحاول تغيير طبعه
تحياتي

وحي القلم يقول...

السلام عليكم
هي دي المشكلة
أ شاب منحرف بس عاوز يتجوز ب شابة ملتزمة
وعاوز فيها كل حاجة وكمان تكون زي الخاتم في اصباعه وتعيش زي ما هو عاوز
احنا مجتمع مريض فعلا

شمس النهار يقول...

الخطوبه اتعملت عشان تتفسخ مش عشان رغم الاختلافات برضوا نستمر ويبقا طلاق
وفعلا اغلب الشباب المستهتر بيعمل كده
لما بيلاقي بنت صعبه
وغير البنات اللي في محيطه
بحاول يجرب
ومابيبقاش قصاده غير انه يخطبها