الاثنين، 17 ديسمبر 2012

أنا والخيل




تمنيت كثيراً أن يكون عندى حصان عربى أصيل .

وأصبحت الخيول تشغل مساحة لا بأس بها فى حياتى.

فقد قرأت الكثير عنهم وشاهدت برامج مثيرة عن حياتهم وطبائعهم.

وأصبح يستهوينى سباق الخيول ليس حباً فى السباق ولكن عشقاً لرؤيتهم..

و حينما اقتنيت جهاز كمبيوتر ملأته بصور خيول.

ولا يخفى عليكم أن أغنية طفولتى المفضلة كانت "أما أنا عندى حصان " للبلبة.

وكبرت وكبرت الأمنية بداخلى أكثر فقد كنت أتعمق أكثر فى عشقهم.

وسرحت بخيالى كثيراً لأقتنى جواداً وهيئت له مكان العيش عندى والأغرب أنى أطلقت

على جوادى الخيالى اسم  وإلى الآن حينما يريد شقيقى ممازحتى يذكر لى اسم الحصان

 ويسألنى عنه وكأنه واقع ..فأنا أضفى الحياة دائماً على ما أرتبط  به حتى لو أشياء مادية

موجودة بالفعل أو لو كانت وليدة خيالى.

وعلى مدار أعوام كنت أتابع جواداً رائعاً واقعياً وكنت أنظر له بإعجاب غير مُصدقة

 وجوده فى الواقع وكان يكفينى النظرإليه من بعيد وأصبحنا أصدقاء بالنظرات

يدور فى محيطه وأدور فى محيطى وتظل صداقة نظراتنا كما هى.

ويوماً ما قررت الاقتراب قليلاً لرؤيته بوضوح فنظراته أعطتنى الأمان بالاقتراب

وكان أروع مما يبدو عليه من بُعد وشعرت بأنى أعرفه منذ زمن ..أعرف طباعه

وعاداته وتقبلته تماماً وهو لم يكترث لوجودى هو فقط سمح لى بالاقتراب وظل يعدو

 بحرية ويصهل ويقضى يومه الطبيعى وكأن وجودى لا يغضبه والعجيب أننى كنت أكتب

جواره بأريحية تامة -رغم طبيعتى التى لا تجعلنى أمارس إحدى هواياتى أمام أحد-.

 لدرجة أثارت انتباهه فوجدته يوماً يقترب ويضع رأسه فى مفكرتى وكأنه يرى ما أكتب

..ابتسمت لفضوله ورحت أقص عليه ما أكتب وكانت المرة الأولى الذى ينتبه فعلياً

لوجودى ككائن حى قد يشاركه المكان.

ولم يبخل على وقتها بصداقته فأصبح صديقى الحقيقى الذى لا أمل صُحبته أو التحدث

 معه فرفقته رائعة بحق والأجمل أنه سمح لى بامتطائه وتمشى قليلاً بى وكأنه يعلمنى

كيف تكون القيادة ثم طلبت منه الهرولة قليلاً ثم السرعة كالطيران حتى سباق الجرى

بينى وبينه لم يبخل علىَّ به وغيرها من الأشياء المحببة لنفسى- تقبل جنونى بصدر

رحب-.. كان معى كما أريد وتمنيت و ذهب بى لأماكن محيطة لم أكن ذهبتها قبلاً رغم

مرورى عليها مرور الكرام على اعتبار وجودها فى طريقى ليس أكثر.

وزادت فترات نزهتى والجلوس برفقته.. تارة لمتابعته وتارة لمشاركته وتارة أخرى

لأمارس الكتابة والقراءة بالقرب منه.

وفى لحظة جنون شعرت بأنى أنسحب تدريجياً من عالمى وأفضل المكوث بصُحبته

أطول فترة ممكنة..شعرهو بهذا وحاول لفت انتباهى أن لكلا منا عالمه المختلف وهم

للرحيل كمحاولة منه لإفاقتى أو لإن موعد رحيله قد حان..- لا أعلم تحديداً أيهما السبب

 الأدق ولكنه رحل بأى حال من الأحوال-.

فهى عادته التى تناسيتها يأتى ويذهب ولا يستقر كثيراً فى مكان واحد.

أراه أشفق علىَّ كثيراً وقتها..

صدمت وقتها فالحقيقة دائماً قاسية- حتى وإن كانت معلومة مسبقاً-.

لملمت أمنياتى ورحلت.

وأعتب عليه كثيراً لإنه لم يأخذنى فى نزهة أخيرة تليق بحجم الحنين الذى تركه خلفه.

حصانى النبيل : كم أفتقدك.. وكم تمنيت ألا ينتهى الوقت معك ..

وكم تمنيت أن أظل قربك حتى لو من بعيد..

 فأنت الوحيد الذى شاركنى جنونى وهواياتى..حتى رسم لوحاتى.

أنت من استأمنته على أسرارى.. ووثقت به كما أثق بنفسى.

أنت من جعلنى أشعر بأننى مازلت على قيد الحياة.

كم وددت لو أعلم هل استمتعت بصُحبتى حقاً ؟.

هل تركت بداخلك أثراً تتذكرنى به فيما بعد كما تركت أثرك بداخلى ؟

هل الميثاق بيننا سيظل للأبد حتى وإن لم نلتقى مجدداً؟.

هل اعتبرتنى مجرد كائن حى مثيراً للاقتراب؟..أم عابر سبيل مثيراً للاكتشاف؟.


كما أريدك أن تعلم بأنك ستظل فى عينى دوماً كما أنت.. حصانى النبيل.




هناك 4 تعليقات:

SHARKawi يقول...

جميلة بكل كلماتك . جميل هو احساسك .
الخيول من اجمل الكائنات التي نستمتع برؤيتها . حتى بسماع صهيلها .
جميلة هي الخيول بكل تفاصيلها .
ومن فينا لا يحبها .
واجابة على اسئلتك . تأكدي بأن اجابتة ستكون كإجابتك لو سألك هو ( حصانك النبيل ) .

تحياتي وتقبلي مروري

Om Zaina يقول...

الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ...
أسعد الله صباحك بكل خير :)

EMA يقول...

و الله طلعتيها فى دماغي اكتر يا مونى نفسي بجد اركب خيل من زمان و يا ريت احقق الأمنية دى بجد ..

عجبتني اوى تدوينتك

لقلبك كل التحية..

موناليزا يقول...

نورتونى جميعاً
وأسعدنى تواصلكم
وفى انتظاركم دائما