الجمعة، 21 ديسمبر 2012

قهوة بالفانيليا



صديقتى الجميلة : شيماء.

تحية طيبة وبعد/

كتبتى كثيراً يا صديقتى عن الخذلان ولكن 
ماذا تعلمين عن الخذلان !!
أراكِ تشبهينى بشكل أو بآخر ..
بمعنى أدق نحن نتشابه فى الخيبات.. ولكننى أتفوق عليكِ .
فالخذلان بالنسبة لى ساكن فى الجوار لا يحتاج لمقدمات أو استئذان قبل قدومه فهو أصبح صاحب بيت يأتى بهداياه الثقيلة ويرحل قليلاً ثم يعود ليفاجئنى بهدية جديدة..
نتشابه فى الاجتهاد والمثابرة والتفوق الدراسى وحب النجاح ولكن نختلف فى هدايا الخذلان فهو دائماً يهادينى بالرسوب أو بمعنى أدق بنجاح غير مُرضى لما بذلته.
أما عن المسابقات فحدثى ولا حرج فكم خرجت منها بسبب واسطة حقيرة للمسئول عن التقييم.
و مهما تنوعت المسابقات وبالمقابل يتنوع الشخصيات ويبقى الخذلان واحد.
نتشابه فى التوقيت المصاحب لحادثة أصابت ساقك وأصابت ظهرى.
الفرق هنا أن هناك أطباء أشرفوا على حالتك وعملوا جاهدين على شفائك وأعتقد كان لديكِ حرية التعبير عن ألمك بآهة عالية تخرج منك بقصد أو بدون قصد..
أما أنا فلم يعلم بإصابتى أحد ..تعمدت الاعتكاف مابين القراءة والكتابة حتى لا يلاحظ أحد عدم قدرتى على الحركة.. عايشت معنى كلمة "قعيد".
كنت أعالج نفسى بوصفات الأطباء من المواقع الطبية ومن صديقاتى الطبيبات على الإنترنت..كنت أكتم الآهة حتى لا يقلق من حولى ..أصدقك القول إلى الآن لا أعلم كيف تماثلت الشفاء دون طبيب أظنها معجزة إلهية.
أظننا تماثلنا الشفاء فى نفس التوقيت تقريباً بعدها بأربعة أشهر.
ما لا تعلمينه أيضاً بأن الحوادث لم تنتهى ومازالت تنشن على ظهرى تحديداً فتارة يتم مصادمتى بشئ حاد يمنعنى من الحركة بطريقة طبيعية قرابة أسبوعان ثم بعدها مباشرة وفى أول خروجة لى بعد هذا التقاعد الإجبارى أطاحت بى سيارة  أقعدتنى قرابة شهر ونصف وأخذت وقت ليس بالقليل على ماتماثلت الشفاء.
هل تعلمين أننى وقتها تحديداً تذكرتك فحادثة السيارة أظهرت لى وقتها مشاعر من يعملون معى على الحقيقة ومع إحساسى الذى طالما كذبته إلا أن جاءت الحادثة وكأنها أرادت أن تصدق على حدسى  ..
لا تعلمين أننى بعدها تركت وظيفتى فأنا لا أفضل التعامل فى جو ملئ بالمشاحنات الرخيصة.
وأصبحت الآن بلا دخل مادى وبلا وظيفة ثابتة سواء حكومية أو خاصة.

تمنيت أن أتعلم قيادة السيارات بحرفية وهممت بالذهاب لمدرسة تعليمية ولكن قوبلت هذه الفكرة بالرفض من قبل أهلى مع الوعد بأن يقوم شقيقى بتعليمى حينما يسمح وقته وإلى الآن يا صديقتى وقته لم يسمح.

أردت أن يكون عندى مساحة من النزهة الفردية فأنا لا أفضل الانتظار لمن يسمح وقته ليقوم بتمشيتى قليلاً أو الجلوس معى فى محل مخصص لتناول الآيس كريم مثلاً.. لم أجرب مثلاً تناول وجبتى فى مطعم مخصص بمفردى..
لا أغضب كثيراً من هذا- فقد تأقلمت- ولكنى وددت لو كان هذا مسموح فقط ليكون لى حرية الاختيار فى النزهة منفردة أو لأ.

عن خذلان الأقارب والأصدقاء والأحباء فحدثى ولا حرج.
عن خذلان من كانت وظيفته حمايتك ومن كان ضميره ميتاً.. ومن كان ...ومن كان... ومن كان... وفى الآخر خان.
 عن خذلان القلب حين يختارمن ليس له وكأنه مازال طفلاً صغيراً يحتاج للتهذيب.
 عن خذلان الدموع حينما تبدو صامدة ثم تنهار فجأة كانهيار الجليد فى لحظة ذوبان غير محسوبة.
عن خذلان الحلم الذى كان مستحيلاً ثم بات حقيقياً ثم تلاشى فجأة .
وعن... وعن... وعن...

طالما كنتُ دائمة التنافس ورسالتى لكِ الآن لتعلمى أننى أنافسك فى الخذلان.

ملحوظة: تغرينى لأتذوق مشروباتك المفضلة فأنتِ تضعى لها إضافة خاصة أظنها تصبح مميزة النكهة .

فمازلت اتوق لتذوق القهوة بالفانيليا رغم إنى لا أشرب القهوة أصلاً فقط أجيد صنعها فأنا أعشق رائحتها- هممت يوماً بوضع الفانيليا لشقيقى فى قهوته لرؤيتى تعبير وجهه ولأعلم مذاقها ولكنى قررت اختذال هذا لزوجى المستقبلى.
( اختذل له الكثير من الأشياء هذه من ضمنها )
وشراب النعناع بالليمون - على ما أظن- أعتقد أنى سألتك مرة عن مذاقه.
فأنا أتناول مشروب النعناع وأفضله كثيراً أما الليمون فلا أستصيغه وأتناوله فى حالة إصابتى باحتقان فى الحنجرة.
( سا أسقى هذا الشراب لزوجى أيضاً )

على الهامش : وددت لو قضينا معاً يوماً صاخباً نتحرر فيه من خذلاننا.

 أراها ستكون صُحبة ممتعة فكلا منا ستنبه الأخرى إذا ما وجدتها شاردة حزينة .
 سنواجهه بالجرى- ممكن نبدلها بقيادتك للسيارة بسرعة جنونية على طريق صحراوى-  والرقص والضحك بصوت عالى.
لا ياصديقتى لن نذهب للسينما لمشاهدة فيلم هندى - أشعر أن هذا سيكون اقتراحك - سنستبدله بملاهى فهناك لنا حرية الصراخ المطلق حين ركوب أى لعبة مجنونة.
لن نتمشى على كورنيش النيل- أشعر أيضاً أنكِ قد تقترحى هذا -
سنستبدله بالذهاب للعوم سوياً فى البحر وستكون البداية برش الماء على بعضنا البعض بكل هيستيرية ليستقر بنا الحال أخيراً داخل البحر بملابسنا..لن ينتهى الجنون ياصديقتى يومها سوى بالبكاء الحار مع احتضان إحدنا للأخرى ثم البحث معاً عن مناديل لندارى مافعلته أنفنا على كتف الأخرى..سينتهى اليوم بالضحك أعدك.. حتى لو كانت ضحكة دامعة .



ختاماً لكِ منى سلام.

موناليزا  

هناك 4 تعليقات:

فافى يقول...

امة الله :
هل لى ان انضم لفريق الخذلان ؟
النهارده كل البوستات اللى بتابعها كلها الم وانا كمان بتألم وامكنتش ناقصه البوست ده :)
لو اتكلمت عن الخذلان هاقول كتير اوى
يمكن اكتب بوست عن الخذلان قريبا

موناليزا يقول...

فافى
ــــــ
أهلا بيكِ يا فافى
وماله يا حبيبتى .. بيتك ومطرحك :)
خرجى اللى جواكِ
علنا بهذا نستريح

فى انتظارك دائما

Unknown يقول...

منى..
أشكرك جدا على الرسالة الجميلة دي..
أنا مبسوطة أوي انك كتبتي علشاني..
منى انا كتبت عن الخذلان وهاكتب عنه تير لأني ماشوفتش غيره تقريبا الا في حالات قليلة اوي.
انا اسفة لو ساعات كلامي بيوجعك زي مابيوجع بنات كتير..
بس انا هاعمل ايه؟؟
ماهو مافيش حل غير الكتابة :) للأسف..!
أنا سعيدة-بالرغم من حزني الشديد دلوقتي- إنك كتبتي عشاني.
شكرا يا منى.. كشرا لاحساسك العالي ومشاعرك الطيبة.
شكرا اوي.

موناليزا يقول...

شيماء على
ــــــــــــ
صديقتى الجميلة شيماء
أنت أجمل مما أنتِ عليه بالفعل
ولا أحد يستطيع لومك على ماتكتبين مهما كان
فقلمك الحر من حقه يحلق فى أى سماء يشاء
وهو مطمئن
أسعد كثيراً بكتاباتك مهما كان فيها من ألم لمجرد شعورى بأنك موجودة ومازال لديكِ القدرة على التعبير حتى لو كان عن الخذلان

اكتبى يا شيماء
اكتبى وعبرى عن مشاعر ناس كتير مابيقدروش يعبروا حلو زيك

أنا قلت لك قبل كده انى شوفت نفسى كتير فى قلمك وكأنى أنا اللى بكتب وأكيد مش أنا لوحدى

قلمك جميل وصادق

وانا بحبه وبحبك
تمنياتى لكِ بفرحة قريبة وسعادة تعوض كل ما فات

أسعدنى وجودك كثيراً وأسعدنى أكثر اعجابك بالرسالة

أحبك فى الله ♥