الأحد، 5 أبريل 2015

اغتصاب




سأحاول جاهدة اليوم أن أتحدث معك أيها المغتصب على اعتبار كونك إنسان قد تعي ما أريد قوله..
 سأمحو من ذاكرتي صفاتك البغيضة وتصرفاتك الهمجية وأفعالك الغير سوية.. 
فلتعيرني انتباهك إذن.
في البداية سأحاول أن أفسر سبب ما أقدمت عليه حتى تعلم بأنني لا أهاجمك
 وأن الهدف الرئيسي من كلامي معك الآن ليس سوى محاولة لتذكرك بآدميتك.

قد تكون في لحظة ما شعرت بأنك تحتاج لأن تشعر بالقوة
حد سماع صراخ تستغيثك أن تعتقها لوجه الله.

أو قد تكون تجرعت كمية مختلفة من المخدرات باختلاف أنواعها
 فأدت لحالة هياج أردت أن تطفئها سريعا وبأي طريقة.

أو قد يكون الأمر في بدايته كان مجرد تجربة وأردت أن تستكملها للنهاية.

أو قد تكون لم ترتب للأمر سوى لحظتها وكأن هاجس شيطاتي سيطر عليك
 وما عليك إلا التنفيذ.

أو قد تكون مأجور وتعاني من فاقة شديدة جعلتك تبيع إنسانيتك
 بمجرد حفنة من الأوراق تدعى نقود.

أو قد تكون _عذرا_ معدوم للنخوة والرجولة حد تفعل فعلتك وتفر كالجبناء.

أو لعلك وقعت تحت فخ التحدي من قبل صديق سوء
 وبعناد وافقت أن تهتك عرض إنسانة لم تسيء لك ولم تؤذك يوما.

وقد يكون ولا سبب مما ذكرت وأن لديك أسباب قوية أخرى كـ "مش عارف".

هل تعلم أيها المغتصب بأن فعلتك هذه قد تسببت في مقتل إنسانة..
 نعم لا تتعجب فما فعلته بمثابة القتل البارد..
الذي لا يقضي على حياة التضحية بل يقضي على إنسانيتها ونفسيتها
 ومستقبلها وشرفها وسمعتها واسمها واسم أسرتها وإلخ إلخ
ستعيش بسببك محطمة نفسيا.. لا تجرؤ على فعل شيء وحدها.
ستكون منبوذة من الجميع وكأنها الجانية.
لن تجد من يتعاطف معها؛ بل الغالبية سيلقون اللوم عليها وحدها
 وكأنها عاهرة وليست مغتصبة.
ستكون شوكة في حلق أسرتها سيتمنون موتها.

هي أيضا ستتمنى الموت وقد توشك على الانتحار فهو أرحم وأهون مما تشعر به.

لن تستطيع النوم.. لن تقبل أن يقترب منها أحد
 وستأخذ وقت ليس بالهين إلى أن تتجاوز فعلتك الدنيئة.

ستتمنى أن تلتقي بك فقط لتنهشك حيا وستستمع حينها بذلك..
 بل هذا الشيء الوحيد الذي قد يرضيها ويرجع لها ثقتها المنتهكة
 في نفسها وفي العالم أجمع.

هل فكرت للحظة كيف ستتحول حياتها من النقيض للنقيض!
هل تدرك حجم الفاجعة التي تتحول لها أسرة كاملة
 بسبب لحظة شهوة لا تتعدى الدقائق منك!

والآن هل شعرت ولو للحظة بإنسانيتك وهي تحتقرك
أم مازلت في حالة البلادة الشعورية
 ولا تدري لماذ أضيع وقتك الثمين في هذا الهراء؟.


ليست هناك تعليقات: