مصر.. إلى أين؟

حقاً لا أدرى مصر إلى أين؟؟.

دعونى أستعرض معكم الأحداث من وجهة نظرى لعل أحداً يفهمنى حقاً ماذا يجرى فأنا اعترف بأنى لم أعد قادرة على فهم واستيعاب مايحدث فى بلدى الغالية.

بداية من قرارات الحكومة التى تلت يوم 25 يناير.

أولاً: - حجب موقع الفيس بوك.

ثانياً:- قطع الإنترنت تماماً .

ثالثاً:- بدء حظر التجوال على عدد من المحافظات.

رابعاً:- ظهور الرئيس أخيراً ليطالب الحكومة بتقديم إستقالتها.

وكان نتيجة هذا القرار الرفض التام من قبل المتظاهرين ولم يلاقى هذا الرفض أية إستجابة .

ولكن نائب الرئيس عرض على المتظاهرين أن يتحاور معهم ويستمع إلى مطالبهم وكانت النتيجة رفض المتظاهرون هذا.

فى خلال هذا الوقت كان عدداً ليس بالقليل قد فر من السجون بفعل فاعل وتم حرق وتخريب وسرقة منشآت وممتلكات عامة وخاصة.. مما جعل الشعب فيما بعد يتصدى لهم ولحماية البلد بأنفسهم بعد إختفاء رجال الشرطة فى ظروف غامضة وتمت لجان شعبية مازالت قائمة إلى الآن.

وأيضاً تم سفر عدداً لا بأس به سواء من مصر أو ممن يحملون جنسيات أخرى وكانت أولهم إسرائيل- بمعنى أدق كل بلد أرسلت طائرات خاصة لاستعادة أبنائها-

ثم ظهر رئيس الوزراء الفريق أحمد شفيق على القنوات الفضائية فى عدة برامج يقول بأن العرض بالتحاور مازال قائماً- ونظرتى الخاصة إيذاء استماعى لكلماته توسمت فيه خيراً- ثم ظهر الرئيس مرة أخرة ليعلن بأن مازال عرض الحوار مع المتظاهرين قائماً وبأنه لن يرشح نفسه لفترة رئاسية جديدة وسيقوم بتعديل مادتى فى الدستور.

وكانت النتيجة رفض المتظاهرون أيضاً لكل شئ.

وفى اليوم التالى تم رجوع خدمة الإنترنت مرة أخرى ولكن للأسف انقسمت مصر إلى فرقتين فرقة مؤيدة وفرقة معارضة وليس هذا هو المؤسف فحرية الرأى مكفولة للجميع ولكن المؤسف بل والمحزن أيضاً أن تهاجم الفرقتين بعضهما البعض تارة بالحجارة وتارة بالضرب المباشر حتى الموت وتارة أخيرة بالنار!!!.

هذا كان الوضع باختصار شديد لما تم فى الأيام الماضية.

سأعرض الآن مالم أفهمه سواء من المتظاهرين أو من الحكومة.

وسأبدأ بالمتظاهرين.

فى البداية أحب أهنئكم وأشكركم لما فعلتم ولدوركم الذى شهد له العالم فقد فعلتم مالم يستطيع أحد فعله فقد وقفتم وقفة رجل واحد وتم إقالة وزارة باتت من المستحيل أن تقال وهذا شئ يحسب لكم وأنا عن نفسى لم أكن متوقعة أن يتغير شئ ولكنكم فعلتوها..

ولكن ما لا أفهمه لماذا رفضتم التحاور وعرض المطالب بطريقة حضارية كما بدأتم.

هل نرفض الحكومة الجديدة لمجرد أن الرئيس هو من اختارها؟؟.

لماذا لا نعطى لهم فرصة كما طالب رئيس الوزراء؟.

وهل يعقل أن يتم التغيير ما بين ليلة وضحاها؟

لماذا لا تتم كتابة مطالب الجميع وترشيح شخصاً نثق جميعاً به ليعرضها عليهم ويكون الهدف الرئيسى هو بلدنا وليس الانتقام من شخص.

أقول هذا لأنى أرفض ما آلت إليه الأمور على كافة الأصعدة.. فالغرب أصبح له رأى فيما يحدث بيننا .

ورئيس الدولة الفلانية يطالب الرئيس بالتنحى ورئيس الدولة العلانية يبحث مع رئيس دولة أخرى الأوضاع فى مصر وكأنهم أصبحوا ولاة أمورنا وكأننا وصلنا من الفوضى والهمجية التى تجعلنا نرفض التحاور لمجرد الرفض والذى يسهل الأمر على من يطمع فى تولى أمرنا.

أنا ضد البرادعى ولا أقبل أن يمثلنى أو أن يتحاور ويعرض مطالب الشعب عن لسانه.- هذا على سبيل المثال-.

وأيضاً لا أقبل أن يتحدث عن لسانى مجموعة الإخوان المسلمين أو أى حزب فأنا أريد شخصاً عادياً لا ينتمى لأى حزب أو جهة سياسية.. فهل عندكم هذا الشخص حالياً؟؟.

فمن ستختاروه ليتحدث نيابة عنكم.. ماهو مش معقول كلنا هنتكلم فى وقت واحد ومن غير المعقول أيضاً بعد كل هذا لا يكون لدينا أجندة أو خطة واضحة لطلباتنا سوى تنحية الرئيس..

ثانياً: طلبكم عن تنحى الرئيس أنا عن نفسى الآن أرفضه لعدة أسباب.

أولاً :لأن هذا أصبح طلباً أمريكياً وأنا لا أريد أن يتحكم أحدا فى سياسة بلدى سوى أحد أبنائها المخلصين وليس من يأخذ الإذن من الخارج أولاً.

ثانياً: لأن ميدان التحرير لن يتم نقله فنستطيع العودة له من جديد إذا وجدنا الوعود لم تنفذ .

ثالثاً: لأن الرئيس إنسان .. وأريد أن يضع كل واحد نفسه مكانه.. فتنحيه عن الحكم بهذه الطريقة شيئاً مُهيناً يرفضه أى شخص مهما كان. ولذلك اصبروا عليه عدة شهور أخرى فهذا لن يضير.

رابعاً: لأن اشمعنى دلؤتى بالذات يطلب منه أن يتنحى عن الحكم هل هى مجرد رغبة فى تقليد تونس!!.

خامساً: لأن من وجهة نظرى من أفسد شيئاً فعليه بإصلاحه وهو يريد أن يُسلم مصر كما يريدها المصريون.

سابعاً: لأن البلطجية انتشروا بحجة وجود المتظاهرون فلنمحى حجتهم هذه ونخلى لهم القاعة حتى تستعيد مصر أنفاسها ونرى رجال الشرطة من جديد يقوموا بدورهم مع المجرمين.

ثامناً: أنا أؤيد جميع الإعلامين الذين طالبوا المتظاهرين بهدنة ولو ليوم واحد فقط ليروا الأمر جيداً وليضعوا مصر أولاً ومصلحة بلدنا وأمنها واستقرارها قبل أى مطلب شخصى.

أما عن عدم فهمى لجهاز الحكومة الجديد فهذا بسبب عدة أشياء:-

أولاً: أين أنتم يا حماة الوطن؟. ما دوركم فى فض حرب الحجارة؟؟ هل تنتظرون إلى أن تحدث حرب أهلية بين أبناء بلدكم أم تنتظرون أن تبدأ حرب الشوارع وحرب العصابات؟؟.

ثانياً: لماذا لم يتم الإعلان عن محاكمة عسكرية لمن رأسوا الفساد عدة سنوات حتى يهدأ الشعب ويشعر بصدق نواياكم؟.

ثالثاً: لماذا غاب دور رجال الشرطة فى هذا التوقيت بمافيهم شرطة المرور؟.

رابعاً: متى ستظهرون من جديد لتؤدوا دوركم بما يرضى الله والوطن؟.

حقاً ما زلت لا أفهمكم.

حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَعلَيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالاَ: حدّثنا أَبُو مُعَاوِيةَ عَنِ الأَعَمشِ، عَنْ رَجَاءٍ الأَنْصَاِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عنم مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ؛ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَوْماً، صلاةً، فَأَطَالَ فِيهَأ. فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْنَأ (أَوْ قَالُوا( يَا رسُولَ اللهِ! أَطَلْتَ، الْيَوْمَ، الصلاةَ.قَالَ (إِنِّي صَلَّيْتُ صلاةَ رَغْبَةٍ وَرَهْبَةٍ. سَأَلْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، لأُمَّتِيِ ثَلاَثاً. فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ، وَرَدَّ عَلَيَّ وَاحِدَةٍ. سَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوّاً مِنْ عَيْيرِهِمْ، فَأَعْطَانِيَها. وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يُهْلِكُهُمْ غَرَقاً. فَأَعْطَانِيَها وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يَجَعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ، فَرَدَّهَا عَلَيَّ).

----------------------

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار).

فقلت: يا رسول الله هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: (إنه كان حريصا على قتل صاحبه).

فى النهاية أريد أن أقول لكم حقاً ياريت تطمنونى عليكم وعلى أهاليكم ويارب جميعاً تكونوا بخير.. وبالله عليكم عايزين نوحد الدعاء بأن يزيح الله عنا هذا البلاء وتعود مصر لاستقرارها.. وأرجوكم أن تحاولوا بكتابتكم أن تهدئوا من الوضع فنحن الان فى فتنة وأمريكا تترقب الأحداث.

ولنكن يداً واحداً فى حب مصر ولا نعطى لأحد فرصة أن يدمر بلدنا ويخربها ويفسد فيها.

ولنعلم جميعاً بأن مصر مستهدفة من قبل جهات كثيرة فالبداية كانت بإشعال الفتنة بين مسلمي ونصارى مصر والآن أصبحت الفتنة بين المصريين جميعا مابين مؤيد ومُعارض.

احذروا الفتنة.. احذروا الفتنة.